المراهقة وسنينها وتحدياتها الصعبة اللي كلنا حاطين إيدينا على قلبنا منها، والتقلبات المزاجية والنفسية والهرمونية اللي ولادنا بيعدوا بيها، والمفاجات اللي بيفاجؤونا بيها في تغيير شخصيتهم ودماغهم، زي إنهم فجأة يبدؤوا يتكلموا عن مسلّمات بالنسبة لنا بطريقة غريبة وأحيانًا كمان مخيفة.
من المسلمات اللي أوقات المراهقين بيخبطوا فيها هي “الدين” والكلام عن ربنا، واللي للأسف رعبنا من الموضوع ده بيخلينا نتصرف بطريقة فيها هجوم على المراهق واللي بتوصلنا لطريق مسدود. يا إما نزعق أو نتهمه أو نرفض نسمعه أو نمنعه أصلًا إنه يتكلم في اللي بيدور في دماغه لأنه غلط وحرام! في المقال ده، هاكلمك عن أسباب تخبط المراهقين وكلامهم عن ربنا وعن طرق التعامل الصح.
ليه المراهق يهاجم المعتقدات والمسلمات؟
السبب كله بيتلخص في كلمتين هم “أزمة الهوية”؛ كتير من المراهقين بيعدوا بمرحلة أزمة هوية سواء دينية أو جنسية، المرحلة اللي المراهق نفسه بيبقى مش عارف فيها ولا فاهم اهتماماته وتوجهاته ناحية حاجات كتير في الدنيا. بيعاني وقتها من تقلبات حادة في أفكاره وانتماءاته وبيحاول يثبت ويلاقي نفسه مرة أقصي اليمين ومرة أقصي الشمال، لأنها بتكون زي مرحلة البحث أو إثبات الذات.
-
إيه أسبابها؟
ليها أسباب كتير أولها التغييرات الهرمونية والجسدية اللي بيعدي بيها المراهق واللي بتسبب له تقلبات مزاجية وعاطفية حادة، ده غير إن في بعض الأسر اللي الأب والأم شخصيا بيعانوا فيها من أزمة هوية ومش مركزين خلال رحلة التربية على تثبيت الهوية الدينية والجنسية والفكرية عند الطفل، فبالتالي بيكبر وهويته هشة!
ده غير إن المشاكل الأسرية في البيت من الحاجات اللي بتغذي القلق والتوتر وعدم الإحساس بالأمان عند الطفل جوا البيت وبالتالي بيكبر وهو بيدور على هوية له مختلف برا نطاق عيلته.
طرق التعامل مع المراهق اللي عنده أزمة هوية؟
-
التواصل قبل التصحيح:
نرجع نحاول نبني علاقة قوية مع المراهق فيها تواصل وحب غير مشروط، بدون إصدار أحكام عليه أو نقد لأفكاره لأن ده أول طريقة تشجع المراهق إنه يفتح قلبه ويتواصل معانا وقت ما نحب نصحح له.
-
الحزم مع الحنان:
مش معني إننا متفهمين لطبيعة أزمة الهوية ولطبيعة مرحلة المراهقة يبقي نسيب المراهق تمامًا لأفكاره اللي ممكن أوقات تضره، لكن لازم بطريقة حازمة نحط قوانين وحدود لتصرفات المراهق اللي ناتجة عن أفكاره، ونحط عواقب نتفق عليها سوا لكسر القواعد ده، وفي نفس الوقت من غير قسوة أو عنف في التعامل.
-
كلام في الممنوع:
بدل ما نرفض كلام وأفكار المراهق ونحاول نمنعه عنها وده مش هنقدر نعمله أصلا، نحاول على أد ما نقدر نتناقش مع المراهق في أفكاره وندور مع بعض لإجابات للي بيدور في دماغه سواء عن الدين أو غير ونحاول نديله دلائل ملموسة وإجابات مقنعة ترضيه بدل ما نقوله غلط وحرام بدون نقاش.
-
توفير بدايل:
المراهق محتاج يبقي مشغول بحاجة مفيدة طول الوقت عشان دماغه متسوحوش، محتاج يستغل وقته في رياضة\ شغل\ عمل تطوعي\ تحميله مسؤولية جديدة.
وفي النهاية ممكن نحتاج نلجأ لمتخصص لو لاحظنا إن ازمة هوية المراهق مأثرة بشكل واضح على حياته أو نفسيته او نشاطه الإجتماعي، ومتنسوش إن فترة المراهق ده حقيقي فترة حساسة جدًا جدًا محتاجة مننا تفهم كتير أوي وتقبل غير مشروط ومرونة في التعامل.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك