بعد يوم طويل ومجهود كبير مني وخروج طول اليوم بالولاد عشان يتفسحوا ويتبسطوا، سألت ابني: “ها يا حبيبي، اتبسطت؟” وللأسف الشديد، الإجابة بعد معظم الخروجات كانت محبطة بالنسبة لي. ممكن يقول لي: “لا مش قوي” أو لما يتكسف يحرجني يقول لي: “آه، اتبسطت شوية بس كذا ضايقني وكذا ما عجبنيش” وردود تانية كتير محبطة لأي حد بيتعب عشان ولاده يتبسطوا ويحسّوا بالسعادة. محبط لأننا بنحس إن ولادنا ما عندهمش شعور بالامتنان والرضا وبقيمة الحياة اللي عايشينها.
ولإن الأطفال اللي بيكبروا وهم حاسين بقيمة اللي عندهم بيكونوا أسعد وأهدى كتير في حياتهم، ولإن تعليم الطفل الامتنان مش بييجي بالمحاضرات والمواعظ مننا، ده مهارة محتاجة مننا نساعده يطورها ويتمرن عليها لحد ما يكتسبها. في المقال ده، هاشارككم شوية نصايح اتعلمتها عشان تساعدني أقدر أعلّم ابني الامتنان وشكر النعم.
- من أحسن أدوات التربية الإيجابية اللي بتساعدنا ندرب ولادنا على الامتنان “اجتماع الأسرة”. ده اجتماع بيكون أسبوعي وبيحضره كل أفراد العيلة بس شرطه أنه يبدأ بالشكر. كل واحد يختار حد من أفراد الأسرة يشكره على حاجة عملها الأسبوع اللي فات. ده بيساعد الأطفال ويعوّدهم إنهم يفكروا في الحاجات الإيجابية ويحسّوا بالامتنان تجاه أفراد أسرتهم.
- احتفلوا بالإنجازات البسيطة مهما كانت صغيرة، ومش لازم يكون احتفال كبير أو مكلّف. ممكن يكون حتى لو بشكر الطفل والثناء على إنجازه البسيط، لأن ده هيعلم الطفل يفرح ويرضى بأي حاجة إيجابية في حياته حتى لو كانت صغيرة.
- درّبيه على الامتنان بشكل يومي. دي حاجة أنا شخصيًا باعملها مع ابني. كل يوم قبل النوم في الروتين اليومي بتاعنا أنا وهو بنقول لبعض الحاجات اللي ممتنين لها وعايزين نشكر ربنا عليها النهارده. أقول له مثلًا: أنا هاشكر ربنا إن الطريق ما كانش زحمة وما تعبتش في السواقة وهاشكر ربنا إني خرجت مع صاحبتي. ابني مرة قال لي في يوم حَر: أنا باشكر ربنا إني عندي تكييف في أوضتي!
الطريقة دي أنا حقيقي شفت نتيجتها مع ابني ومعايا أنا كمان لإنها تدريب على تغيير نظرتنا لكل حاجة بتحصل في يومنا لنظرة إيجابية والتركيز على الحاجات الصغيرة اللي بتسعدنا بتحسسنا في آخر اليوم بالإنجاز والرضا وتقدير النعمة.
- علّميه قيمة الفلوس وابدأي إدي له مصروف من سن صغير وعلّميه إزاي يحوّش عشان يبدأ يفهم قيمة الأشياء وإن الدنيا مش بالسهولة اللي الطفل بيتخيلها وإنه محتاج يتعب ويحوّش عشان حاجات معينة.
- علميهم العطاء من غير مقابل: جات لي فكرة (كنت قريت شبهها) في عيد ميلاد ابني الأخير لما لقيته مهتم قوي باللعب اللي هتجي له مع إنه عنده كراتين لسه ما اتفتحتش حتى. فاتفقت معاه إننا من بين كل تلات لعب ييجوا له، هيخرّج لعبة منهم لطفل محتاج، لأن العطاء ومساعدة الغير بيسبب شعور بالرضا وتقدير النعم الكتير اللي بننسي إنها عندنا.
في النهاية، احنا محتاجين نبدأ بنفسنا إننا نكون شاكرين وممتنين للنعم اللي في حياتنا، ونظهر الرضا ده قصاد ولادنا وما نتوقعش إني ممكن أكون ناقم على حياتي ومش مبسوط معظم الوقت واقدر أربي أطفال سعيدة وراضية وممتنة باللي عندها.
مصدر ساعدني في الأفكار:
Parents
2 تعليقان
انا شايفة البوست مش مناسب مع العنوان… يعني هو موجه اكتر لفكرة الإمتنان، لاكن العنوان اوحالي انه إزاي ابسط ولادي في الخروج.. الإمتنان فكرة عامة مش بس للخروج و مهم نعلمه لاولادها بس كمهارة حياتية… لاكن الخروج بالنسبالي فعلا بيكون عادة مشكلته ان الاهل بيوضبوا الخروجة بالexpectations بتاعتهم هما و بينسوا ان الاطلال طموحاتهم من الخروج مختلفة عننا احنا الكبار…
استفدت كتيييييييير.جزاك الله خيرا