محتويات المقال
عيد الأضحى علي الأبواب، وبدأنا نشوف أسئلة الأمهات عن الأطفال وذبح الأضحية، زي “ينفع ابني\بنتي يحضروا معانا ذبح الأضحية في العيد؟” الحقيقة أنا شخصيًا كان عندي التساؤل ده زمان وكان شاغل بالي من سنين، قبل ما أكون متخصصة في التربية، بسبب إن اللي حواليا كانوا بينصحوني أشجع ابني يشاهد ذبح أضحية العيد وبيقنعوني بمميزات ده زي إني هاربطه بدينه أو إنه هيطلع راجل ناشف كده وشجاع، وأنا بصراحة ما كنتش مرتاحة ولا قلبي متطمن.
عشان كده، قررت أكتب لكم المقال ده قبل عيد الأضحى بأيام. يجاوب بالتفصيل عن الأسئلة في موضوع الأطفال وذبح الأضحية بعد ما عملت بحث كبير واتاكدت من رأي الدراسات النفسية فيه.
خلينا نقول الأسئلة: إيه السن المناسب اللي الطفل يقدر يشوف فيه ذبح أضحية العيد؟ وإيه أضرار إنه يشوف قبل السن ده؟ ونفهمه الموضوع ازاي من غير ما يخاف أو يأثر عليه بالسلب؟
-
إيه السن المناسب للأطفال لمشاهدة ذبح الأضحية؟
معظم الأخصائيين النفسين بينصحوا بعدم مشاهدة الأطفال للذبح قبل 7 لـ8 سنين وفيه بيقولوا عشر سنين كمان، ده غير إن سيدنا إبراهيم لما شاف الرؤيا كان ابنه سيدنا إسماعيل في “سن السعي” اللي هو سن 7 سنين، فحتى مفيش مرجع ديني يشجع الأهل إن ولادهم يشوفوا مشهد الدبح قبل السن ده.
-
طيب ليه ولادنا ما ينفعش يشوفوا ذبح أضحية العيد قبل سن 7-8 سنين؟
لإن الطفل عمومًا قبل 7 سنين مش بيبقي فاهم أصلًا مبدأ الإيثار (بأبسط مثال زي مشاركة لعبة مع حد). فمخه عمره ما هيوصل له الفكرة السامية اللي في قصة سيدنا إبراهيم وممكن يحس بإنها ظلم أو ينفر ويخاف منها. وكمان أطفال كتير قبل سن 7 سنين بيكونوا مش متمرنين كفاية على التعبير عن نفسهم ومشاعرهم وده ممكن يخليهم يخزنوا المشهد اللي شافوه ويترجموه بخيالهم لشيء مخيف يفضل متخزن في المخ ويخرج بعد كده بصورة سلبية.
كتير بنبقى متخيلين إنها بما إنها حاجة مرتبطة بالدين وسنة عن نبينا الحبيب، يبقى عادي وإن محبب إن الطفل يتعامل معاها وإنها شطارة مننا كأهل إننا هنطلعهم أطفال شجعان ومرتبطين بدينهم، لكن الحقيقة إن الدراسات أثبتت إن رؤية الأطفال لمشاهد فيها دم وذبح، عقله مش هيقدر يربط بين إن ده مشهد عنيف وفيه دم وقتل “من وجهة نظرهم” وبين إننا فرحانين وبنشجعهم يتفرجوا وممكن كمان يساعدوا! الموضوع مالوش علاقة نهائي بشجاعة الطفل، الموضوع كله مرتبط بجهازه العصبي اللي لسه ما يقدرش يستحمل مشهد زي ده قبل 8 سنين.
وللأسف موضوع الأطفال وذبح الأضحية ده ممكن يعملهم مشاكل نفسية كتير عند مشاهدة ذبح أضحية العيد أهمها:
- اكتئاب أو إحساس بالذنب ناحية الحيوان اللطيف اللي كانوا حابينه وعايزين يلاعبوه.
- تبول لا إرادي.
- يرجعوا يخافوا يناموا في أوضتهم لوحدهم.
- ينفروا من أكل اللحوم نهائي.
- حساسية زايدة / عياط كتير على أي حاجة / عنف / عصبية.
- فزع أو خوف زايد لو اتعور أو شاف أي دم قدامه.
طبعًا ردود فعل الأطفال في عيد الأضحى بتختلف، ومش شرط عشان الطفل ما عيطش في وقتها أو ما بينش إنه متضايق وقت الذبح، يبقى هو كده تمام. بنسمع كتير أمهات تقول “لا عادي! ابني / بنتي اتفرجوا من وهم سنتين وزي الفل، ما خافوش، بالعكس كانوا فرحانين”. وقتها كتير من الأهالي مش بيربطوا تغيير سلوك الأطفال بوقت ذبح الأضحية والعيد لإن ساعات أطفال كتير بتقرر تخبي خوفها أو توترها من المشهد إرضاءً لتوقعات الكبار منهم، وبيخزنوا المشاعر اللي حاسين بيها وقتها واللي بتظهر بعدين في صورة سوء سلوك. فمحتاجين نركز في النقطة دي وما نقيسش تجارب الناس على إنها أمر مسلم بيه لولادنا.
إزاي بقي نوصلهم الغرض من ذبح الأضحية بطريقة محببة ما تنفرهمش؟
- مهم قوي إننا نكون قاريين كويس ونحكي لهم قصة أضحية عيد الأضحى بطريقة بسيطة ونأكد فيها عظمة رحمة ربنا إن اللحمة اللي بتخرج من الأضحية دي بتسعد ناس كتير جدًا محتاجين لها وبيستنوها من السنة للسنة.
- ده غير إننا لازم نأكد على معاني رحمة ربنا في معاملتنا مع الحيوان، بإن فيه شروط للذبح ده، بإن الحيوان ما يتألمش وما يشوفش دبح حيوان قبله، لإن دي حاجات بسيطة بس تربط عندهم تدريجي إن ذبح الأضحية ده مش شيء عنيف ولا تعذيب للحيوانات اللي بيحبوها واللي دايما نوصيهم يعاملوها إزاي.
- مهم كمان التدرج في إدخال الطفل في الموضوع، يعني ممكن في الأول ينزل معانا في آخر مرحلة واحنا بنوزع اللحمة على الناس ويشوف فرحتهم بها. بعد كده، ممكن يشارك بحرص في مساعدتنا في تقسيم اللحمة. وبعد كده، نبدأ نسأله – بعد ما نتأكد إنه فاهم الموضوع كويس – لو حابب ينزل يحضر ذبح الأضحية.
- ولو رفض، يا ريت ما نضغطش أبدًا عليهم. الطفل غير مكلف ومش مطلوب منه نضغط على أعصابه يشوف مشهد فيه دم مهما كان سنه. إذا كان احنا الكبار في كتير مننا مش بيفضّل يشوف الذبح، فلازم نحترم رغبته في كده.
- ما نتريأش عليه ولا نتهمه إنه جبان أو خواف أو مش بيحب يسمع كلام ربنا أو غيره من الكلام اللي ممكن يأثر على ثقته في نفسه طول العمر.
- في بعض الأسر، بيجيبوا الخروف عندهم في البيت قبل العيد بفترة، والأطفال بتبدأ تأكّله وترتبط بيه. وده طبعًا بيصعّب عليهم جدًا فكرة إن الحيوان اللي بنحبه وبنهتم بيه هندبحه. فلو ضروري احنا كأهل نعمل كده، ومفيش قدامنا اختيار تاني، يبقي نكون مأكدين على الأطفال من قبلها إن ده ضيف مؤقت ونحاول ما نسيبهمش يرتبطوا نفسيًا بيه لوقت طويل.
أنا عارفة إن فيه ناس كتير ممكن يكونوا مقتنعين إننا لما نعمل كده، يبقى بنحسس علي ولادنا ومش هنطلعم “ناشفين” كده يقدروا يواجهوا الدنيا، أو بندلعهم أو “ما احنا ياما شوفنا عملية الذبح و ما حصلناش حاجة” أو أي حاجة من الانتقادات اللي بنسمعها، بس هافكركم تاني إن فيه مليون طريقة في الدنيا عشان نربي ولاد وبنات أقويا ومتحملين المسؤولية غير إننا نعرضهم لحاجة أكبر من تقبل جهازهم العصبي.
العيد حلو وفرحة وبهجة وبلالين ولبس جديد وصلاة عيد وعيدية وهدايا. فرّحوهم واربطوا ذكرياتهم معاه بكل حاجة حلوة ولما يجي الوقت المناسب اللي يقدروا يفهموا فيه الشعائر الإسلامية، نبقي نخليهم يشاركوا، ما تستعجلوش عشان ما تندموش.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك