شكوى بتتكرر من أمهات كتير إن ولادهم الصغيرين بيرموا كل حاجة في إيديهم على الأرض أو على التلفزيون أو من البلكونة، أي حاجة. المهم يرموها، وفيه أمهات بتلجأ للزعيق أو العقاب أو حتى التجاهل التام وبرده مفيش فايدة.
ليه طفلك بيحب يرمي كل حاجة في إيده؟
رمي الأشياء هي مهارة جديدة وممتعة الطفل بيكتسبها لما يكبر شوية وبتبدأ تطول ما بين سنة ونص لـ3 سنين، فكرة إنه يمسك لعبة ويحدفها على التلفزيون وتعمل صوت جامد ده بالنسبة له انبهار. وإنه يقدر يعمل توافق بين تركيز عينه وإيديه، ويرمي الحاجات من البلكونة ده بالنسبة له إنجاز.
فمهم قوي إننا نفهم الأول ونتقبل فكرة إن دي مهارة وتطور طبيعي لنمو الطفل واحتياج فطري مش عناد ولا شقاوة ولا غلاسة منهم مثلًا.
طيب نتصرف ازاي مع سلوك “الرمي” ده؟
- بدايل وقوانين بسيطة:
مجرد منع الطفل من احتياج طبيعي عنده من غير ما نوجد بديل، ده في حد ذاته ظلم للطفل ومش واقعي حتى. فبدل ما نقول له كده غلط أو نزعق له، ممكن نعمل قوانين للحاجات اللي مسموح نرميها والأماكن اللي ممكن نرمي فيها.
- لو بيرمي كوباية، تقدري بصوت حازم وهادي تكرري عليه إن ده مش بتترمي وتديله مكانها كورة أو soft toy مثلًا وتسيبيه يرميها.
- ممكن تحضري له باسكت كبير يرمي فيه الكور واللعب وما تعترضيش أو تعلقي.
- لما تحبي ترمي حاجة في الباسكت، ممكن تديها له وتطلبي منه هو يروح يرميها.
بكده، هتكوني بتشبعي رغبته وترضي فضوله وفي نفس الوقت بتعملي له إعادة توجيه للتصرف الصح.
- عواقب مش عقاب:
في حالة إن الطفل لسه بيرمي بعد ما حطينا بدايل وبعد فترة من تمرينه، وقتها تقدري تبدأي إنك تحمّليه نتايج أفعاله من غير كرسي عقاب ولا أوضة عقاب ولا حتى زعيق عشان ما يحسش إنه قدر يلفت انتباهك بالطريقة دي.
يعني رمي ريموت التلفزيون مثلًا، عاقبته إنك تقفلي التلفزيون وتفهّميه إنه عشان هيبوظ. رمي لعبته في الأرض، عاقبته إنك بهدوء تعرّفيه إنك هتشيلي اللعبة شوية عشان كده هتتكسر، وهكذا.
- تعبير الطفل عن الغضب:
أوقات بيكون السلوك ده نوع من أنواع تعبير الطفل عن الغضب. في الحالة دي، يبقى نبدأ ندربه في وقت الهدوء ونعرّفه على مشاعر الغضب عن طريق إقرارها وتسمية اسمها وشرح بدايل للتعبير عن الغضب وكمان بإننا ناخد بالنا من طريقتنا واحنا غضبانين قدام ولادنا وناخد بالنا من أي محتوى بيوصل لهم من التلفزيون.
- شاركيه عشان يتشجع:
لما يرمي كل حاجة على الأرض، ما تدخليش معاه في فقرة عِند وشيل ده زي ما رميته، أو تهديد لو ما شيلتهوش هاعمل كذا. خلّي الموضوع لذيذ ومناسب لسنه بإنكم تعملوا سباق مين هيشيل الأول كل اللي اترمى/لو شيلت الحاجات كلها، هتتزغزغ/ياللا نغني ونشيل اللي في الأرض. الهزار مع الولاد من أحلى الأدوات اللي بتنقذنا أوقات كتير في تحدياتنا مع ولادنا.
- خليكي قدوته:
ولادنا مراية لينا. لو بنرمي الحاجة من إيدينا وقت العصبية، هيعملوا زينا. لو بنزعق ونفقد السيطرة على أعصابنا، هيعملوا برده زينا بس بطريقتهم. فدايمًا افتكروا تركزوا في تصرفاتكم وتعدلوها قبل ما تعدلّوا سلوكيات ولادكم.
وفي الآخر، مهم تتأكدوا إن كل الخطوات دي محتاجة صبر وثبات على الموقف ونفس رد الفعل كل مرة، مش مرة نستوعبهم ومرة نزعق ونفقد أعصابنا. محتاجين نفسنا يبقى طويل، ونفضل نجرب من غير ما نزهق أو نحس إن كل ده مش نافع والعيب في ولادنا، عشان ده مش حقيقي.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك