محتويات المقال
محدش فينا بيربي ولاده، ويقعد سنين يبني فيهم، عشان في يوم من الأيام يتطاولوا علينا أو يتجاوزوا في تعاملهم معانا. شيء محبط جدًا لأي أم إنها تتعرض لموقف زي الموقف اللي بعتته لنا أم من أمهات راحة بالي، وحكت لنا فيه إنها كانت بتتناقش مع ابنها المراهق في مشكلة تخصه في فترة امتحاناته، واحتدّت بينهم المناقشة فخرج عن شعوره وزقها جامد!
معقول ابني يعمل كده؟
طبيعي إن أول رد فعل لأي أم إنها تتصدم في ابنها اللي بقى راجل، وهيمد إيده عليها، وتحس إنه محتاج يتربى من أول وجديد، وتفكّر إنه محتاج عقاب بدني مثلًا عشان يحس بغلطته. طيب هل العنف هو اللي هيعلم ابني يسيطر على غضبه ويحترم مامته ويبطل عنف؟ هل ممكن اشتري احترامه ليّا بضربي له؟
للأسف ده استحالة يحصل، وفي نفس الوقت، الولد ما لوش أي مبرر في رد فعله غير إنه بني آدم ما عرفش يسيطر على غضبه وما قدّرش الموقف كويس إن اللي قدامه مامته مش واحد صاحبه. يمكن ما اتدربش على التعبير عن مشاعره بشكل صح من صغره أو يمكن ما شافش ده قدامه من أهله.
الهرمونات
من كلام الأم، واضح إن دي أول مرة يعمل كده مع مراعاة إنه متوتر من الامتحانات ومراعاة سنه (14 سنة) اللي هو سن الهرمونات! فاكرة وانتي لسه جايبة بيبي، وهرموناتك مجنناكي؟ المراهقين بقى نفس الكلام والإحساس بالظبط. مع الفرق إن معظمهم بيتقابلوا بانتقاد على تصرفاتهم بدل الاحتواء.
أنا بأؤكد إن الولد غلطان مليون في 100، وإن الأم ما تروحش تعتذر له هي الأول. أنا بس باوضّح الأسباب اللي ممكن تكون خلته يتصرف بالطريقة دي. فعشان نصلح بجد بدل ما نخلّص الموقف من على الوش ونستخدم العنف والعقاب ويبقى الولد ما اتعلمش حاجة من الموقف للمستقبل تطلعه راجل بجد.
التصرف مع تطاول المراهق
- مامته لازم تاخد موقف صارم، تقول له إنها مش قابلة تمامًا طريقة تعامله دي وغضبانة ومحتاجة وقتها تهدا. وإنه كمان محتاج يهدا ويفكّر في اللي حصل، عشان وقت ما نتناقش، يبقي جاهز بحلول.
- لما تهدا فعلًا ويبدؤوا يتكلموا، ما ينفعش تهاجمه على طول. عشان هيبقى نتيجة ده إنه هيبقى رافض يسمع أو يعترف بخطئه، وقافل من الكلام ومن جواه بينكر كمان إنه غلطان وعايز بس يخلص من الموقف من غير ما يقف مع نفسه بجد ويكون عنده استعداد يصلّح اللي حصل وما يتكررش.
- تبدأ كلامها بإنها واثقة فيه وفي تفكيره، وعارفة قد إيه هو بيحترمها. لكن اللي حصل ده مش الطبيعي ومش مقبول مهما حصل، وإن ده عقابه كمان عند ربنا، مش أنا بس اللي هاغضب. ولازم تعترف وقتها إن هي كمان غلطت لإن لو ما اعترفتش بغلطها، هيقول لها ما انتي ضربتيني، وساعاتها، هتفضلوا تلفوا في دايرة مغلقة وهيحس إنك فوق وهو تحت، ومديّة لنفسك حق الضرب. ومش هتوصلوا لنتيجة، لإن المراهق ما يحبش يحس إنه مغصوب أو مغلوب علي أمره. ده السن اللي بيبدأ يحسس نفسه إنه مستقل وعنده شخصية.
- اطلبي منه حلول للسيطرة علي الغضب، واوعديه إنك انتي كمان مش هتمدي إيدك تاني. وتسيبيه يعوضك عن اللي عمله زي ما بيعمل دلوقتي. ولو حاسة إنك لسه متضايقة أو مصدومة، عادي قولي له حتى بعد ما تتكلموا إنك لسة مش صافية ومحتاجة وقت أكتر.
- ما تتكلموش في كل المشاكل في وقت واحد. ركزي على المشكلة الأساسية الكبيرة اللي ما تتعداش بس وسيبك من المذاكرة دلوقتي.
- اتفقوا علي خطوط واضحة في الاحترام بينكم. ولو بيتكرر إنه يفقد أعصابه، اسأليه ممكن تساعديه ازاي وخليه يدوّر على بدايل للسيطرة علي الغضب ويبدأ يجربها.
وأخيرًا دور الأب في مرحلة المراهقة مهم جدًا. لازم يكون فيه نموذج راجل في حياته بيشاركه وبيتكلم معاه وبيوجهه. حتي لو الأب مسافر، لازم يكون متواجد في حياة ابنه باستمرار.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك