ابني الكبير لما كان عنده 4 سنين، وكان لسه طفل وحيد، كان لعبه هادي كده، وكان مهتم قوي بلعب البنات ولعبة المطبخ تحديدًا. وأنا كمان لما لاحظت ده، قررت أبني له مطبخ في أوضته وعملناه سوا بإيدينا وكان مبسوط جدًا بيه. بس وقتها لاقيت استغراب واستعجاب كده من الأهل والأحباب، وكنت باسمع جمل زي “ما تخليه ينشف شوية” أو “شكلك كان نفسك في بنت، فبتحققي ده في ابنك” أو “ليه سايباه يلعب بحاجات البنات؟ غلط عليه!” نفسي بس ييجوا يشوفوه دلوقتي وهو عنده 8 سنين ومش بيرضي يقعد على كرسي بينك عشان ده لون البنات، وهو برده اللي قرر ده لوحده لما كبر شوية.
تابوه لعب البنات
في تابوه كده معروف إن ما ينفعش الولد يطلب يشتري عروسة أو يلعب بيها ولا هيكون عنده مشكلة مثلًا أو محتاج ينشف كدة شوية، وتلاقي فيه استغراب واستنكار وتعليق على الطفل اللي بيحب “لعب البنات”.
مع إن دراسات علم النفس بتقول إن الطفل الولد اللي بيلعب بعروسة وهو صغير وبيهتم بيها ويأكّلها ويلبّسها ويلعب عادي زيه زي “لعب البنات”، مش بيكون ليها أي تأثير على هويته الجنسية لما يكبر بل بالعكس بيكون عنده مهارة التعاطف أعلى مع غيره وتحمل المسؤولية أكتر لإنه اتعود إنه طبيعي يهتم بغيره حتى لو كانت “عروسة”.
فايدة لعب البنات للولاد
لو فضلتوا تقولوا له غلط، هيكبر ويبقى راجل شايف إنه عيب يغيّر لولاده ولّا يساعد مراته في الاهتمام بيهم، عشان ده مش شغلانة الرجالة فما يصحش يعملها. الغريب إن فيه بنات بتحب تلعب برضه بالمسدسات والعربيات مثلًا ومش بتلاقي فيه استنكار أو قلق من الأهل زي لما ولد يكون بيلعب بعروسة!
الأبحاث اللي اتعملت في الموضوع ده لاقت إن الولد اللي بيلعب بس بمسدسات ولعب “ولاد” بيفوته إنه يتعلم المهارات الحياتية اليومية المطلوبة للمستقبل واللي بيتعلمها بسهولة جدًا عن طريق لعبه بالمطبخ أو بلعب البنات.
وبالنسبة لقلق بعض الناس من تأثيرها علي الهوية الجنسية، فهو لو فيه خلل لا قدر الله بيكون ظاهر في حاجات تانية غير اللعب، وبيكون الطفل أصلًا رافض يلعب بأي لعب تانية غير لعب الجنس الآخر مش مجرد إنه يكون مهتم بيها وسط باقي لعبه. لو سيبنا الولاد على فطرتهم زي ما يحبوا يلعبوا بإيه يلعبوا من غير ما نفرض عليهم نوع لعب أو حتى ألوان اللعب وبطلنا نقسم كل حاجة لولاد وبنات حتى في اللعب وسيبنا الولاد يكبروا أطفال من غير label مش هيضرهم ولا هيعيبهم في حاجة خالص. بالعكس هينفعهم وينفعنا وينفع الجيل اللي جاي كله.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك