محتويات المقال
أنا رانيا شكري وباشتغل أخصائية نفسية. باعمل جلسات فردية للاستشارات النفسية وجروبات دعم نفسي للاكتئاب والقلق وتقدير الذات المنخفض ومشاكل العلاقات وغيرها. مؤخرًا صدر لي كتابي الأول “بعد ما سبنا بعض” عن موضوع الانفصال العاطفي والفترة الصعبة اللي بنعدي بيها والأسباب اللي ممكن تكون أدت للانفصال وخطوات عملية للتعافي الصحي.
المقالة اللي فاتت اتكلمت عن 3 حاجات تفتكريها بعد الانفصال، تحديدًا لو الطرف التاني هو اللي اخد قرار الانفصال. في المقالة دي، هاكلمك فكرة الارتباط مرة تانية وازاي تعرفي إن لسه ده مش الوقت المناسب للدخول في علاقة جديدة (المقال ده جزء في كتابي “بعد ما سبنا بعض”.
خبراء كتير ببيحدِّدوا مدة مُعينة قبل ما الشخص يبدأ يدخل في علاقة جديدة أو يرتبط من جديد (من ست شهور لسنة)، لكن أنا هنا شايفة إن الشغل اللي في الجزئين اللي فاتوا لازم يتعمل الأول قبل ما تدخل في حب جديد حتى لو عدَّى وقت كافي. الوقت مش دايمًا بيداوي لوحده.
للأسف، فيه ناس أول ما بيحصل انفصال، ما بتحاولش تتعامل مع مشاعرها ولا تفهم اللي حصل، لكن بتهرب على طول في علاقة جديدة. ودول غالبًا الناس اللي عندهم مطب الاعتمادية والخوف من الفقد. ما بيقدروش يتحمِّلوا فكرة الوحدة، أو إنهم مش موجودين جوَّه علاقة. بس مشكلة العلاقة اللي بتيجي بسرعة بعد الانفصال إنها علاقة – غالبًا وفي معظم الأحيان – عمرها قصير. أنا بسمِّيها: “العلاقة المحروقة”؛ بمعنى إن غالبًا الشخص اللي بتدخل معاه العلاقة دي بيتحرق مهما كانت صفاته ومميزاته كويسة، لأنك انتي شخصيًا لسه مش جاهزة. لازم تعرفي إن أي علاقة هتدخليها من غير ما تعملي الشغل على نفسك ومشاعرك، هتبقى علاقة محروقة حتى لو كانت بعد سنين من انفصالك.
Rebound relationships
Rebound بإلانجليزي معناها الارتداد. يعني زي الكورة اللي بتطلع لفوق وبترجع تاني مكانها. وده معناه إن العلاقات دي عمرها قصير، لإنه بعد فترة الشخص بيرجع تاني لوجعه وبترجع الأمور زي ما كانت، لأنك وقت ما دخلتيها ما كنتيش مهيئة نفسيًا ولا عاطفيًا ليها. علاقة الـRebound عاملة زي القرص المُسكّن اللي بيهدِّي الوجع مؤقتًا لكن مش بيعالجه من جذوره.
5 خطوات تعمليها لما تبقي سينجل مام
مواصفات العلاقة المحروقة:
- بتلاقي نفسك بتدخليها بسرعة بعد الانفصال، والتطورات فيها بتكون سريعة جدًا.
- بتلاقي إنك بتبقي قاصدة تثيري غيرة حبيبك السابق، أو علشان تبيني له قد إيه انتي عرفتي تكملي بسرعة بعد تجربته.
- ممكن تلاقي نفسك بتتكلمي مع الشخص الجديد عن حبيبك السابق كتير، سواء كلام حلو أو وحش. وغالبًا انتي بتعملي كده وإنتي مش واعية لأنك ما أخذتيش وقت كافي إنك تخفي من وجع تجربته.
- أو ممكن تكوني بتتجنبي تتكلمي عن حبيبك اللي فات أصلًا وأي حاجة تخصُّه، وده معناه إن تجربته لسه برده وجعها صاحي جواكي.
- بتلاقي نفسك بتعملي مقارنات بينهم، سواء بوعي أو من غير وعي.
- بتختاري شخص فيه كل صفات حبيبك السابق، كأن عقلك الباطن بيبقى عايز يعيد نفس التجربة، بس يعدل النهاية الفاشلة.
- أو ممكن تختاري شخص فيه صفات عكس صفات حبيبك اللي سبتيه في كل حاجة شكلًا ومضمونًا، عملًا بمبدأ: اللي إتلسع من الشوربة، ينفخ في الزبادي. زي واحدة حبت واحد ما كانش عنده استعداد يرتبط ارتباط رسمي، وبعد ما سابوا بعض على طول تلاقيها بتوافق على أول واحد اتقدم لها وعايز يتجوز بسرعة.
للأسف انتي كده بتسمحي لعلاقتك السابقة إنها تحدد اختياراتك في الحياة وبطريقة غير موضوعية.
ليه بتدخلي في النوع ده من العلاقات؟
- وجع الانفصال كبير عليكي ومش عايزة أو عارفة تواجهيه ومحتاجة علاقة جديدة تعمل لك تشويش وتهربي فيها من ألمك.
- عندك فراغ عاطفي كبير خصوصًا لو لسه خارجة من علاقة طويلة وبتلاقي جواكي فضا كبير ومحتاج تمليه، وأحسن طريقة طبعًا إنك تمليه بحب جديد.
- ممكن تكوني من جواكي عايزة تثيري غيرة حبيبك اللي سابك خصوصًا لو هو اللي قرر يمشي، عايزه تغذي الإيجو اللي اتجرح جواكي أو عايزه تندميه عليكي أو تحسسيه إنه خسرك علشان يحاول يرجع لك.
- علشان تثبتي لنفسك أو تثبتي له إنك ما وقعتيش من بعده وإنك قادرة عادي تكملي وتحبي من جديد.
- ممكن تكوني شخص بطبيعتك اعتمادي أو نوع تعلقك قلق وما بتقدريش تكملي لوحدك من غير ما تكوني في علاقة زي العكاز اللي بيسندك. أو انتي شخص ما بتقدريش تتحملي إحساس الوحدة.
أخيرًا لازم تفهمي إن العلاقات دي للأسف عمرها قصير. لأنك لسّه متعورة وجرحك ما خفش. ولو فضلتي تدخلي في علاقات من النوع ده واحدة ورا التانية هيفضل قلبك يشيل في طبقات من المشاعر السلبية اللي ممكن تخليكي بعد وقت تصدَّقي إن مفيش حاجه اسمها حب، وإنك فاشلة في العلاقات، إن مفيش حد ممكن تثقي فيه، ودي كلها معتقدات بتعقد الموضوع أكتر.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك