أنا عارفة إن عنوان المقال ممكن يكون صادم لناس كتير. بس القصة اللي هنا أو الاعتراف أو الفضفضة، أيًا كان تصنيفها هي حقيقة في كل كلمة: حقيقة من واحدة عايشة صراع الخوف والقلق وحتى الاشتياق. هاسيبها هي تتكلم دلوقتي وتحكي قصتها.
أنا اتجوزت من شوية سنين، اتجوزت وأنا في التلاتينات. قبل ما أقابل جوزي كنت إنسانة مستقلة في حياتي، باشتغل وبادرس وباسافر وكنت باحب حياتي. أنا من النوع المحب جدًا للأطفال. وجوة قلبي تقدير غير عادي للأمومة. حقيقي الأمومة تستاهل تكون حاجة مقدسة في كل الأديان! القدرة غير العادية دي على العطاء والتضحية والحب، إنك فجأة تنسي نفسك ويكون عندك اختيار أغلى من روحك هم أطفالك: شعور أكتر من رائع.
يمكن فعلًا الأمومة غريزة والأبوة عادة؟ مقولة واقعية جدًا. وأنا هنا باتكلم عن القواعد العامة، مش هادخل أبدًا في أي استثناء. لما إبتديت أكبر وفترة العشرينات بكل قوتها وأحلامها وحتى في أوقات كتير حماقتها ابتدت تعدي، لقيت نفسي محتاجة أقف مع نفسي وأحدد أنا قادرة على إيه ومش قادرة على إيه، بصرف النظر تمامًا عن القوالب الإجتماعية اللي بتتفرض علينا بالغصب في أغلب الأوقات.
لحد ما قابلت الراجل اللي هيبقى جوزي وطلبت منه إني مش عايزة أبقى أم. مش هاقدر أنسى حجم دهشته من الطلب ده. سألني طيب ليه؟ كان جوابي: ما عنديش أي حاجة أقدمها لطفل. الحقيقة اللي لازم نواجه نفسنا بيها وبعيدًا تمامًا عن العاطفة إن الطفل علشان يقدر يعيش ويطلع قدر المستطاع سوي مش بس الحب، حتى لما يتوفر الحب، لازم وضروري يتوفر التعبير السليم والصحي اللي يوصل لهم الحب ده. يعني إيه فايدة الحب وأنا طول اليوم بازعق وباتعصب عليهم؟! هيوصل لهم حبي إزاي وسط كل ده؟ هقدر أعيش إزاي وأنا في حالة قلق مستمر عليهم لو اتأخروا ولا حصل لهم حاجة؟ ما حدش فينا يقدر ينكر إنه شاف الخوف والرعب في عين أمه عليه لما كان بيتأخر. أمهاتنا فعلًا دايمًا خايفين علينا مهما كبرنا ومهما طمناهم.
حقيقي حسيت إني مش قادرة أعيش الشعور ده. خصوصًا إن لما حد يسألني إيه طموحك في الحياة؟ بيكون دايمًا ردي: أنا عايزة هدوء وسلام. أوقات كمان كنت بافكر لو أنا ضمنت تربية أولادي، ربيتهم على كل حاجة إيجابية وصحيحة، إزاي هاقدر أحميهم من تقصير أهالي تانية في تربية أولادهم؟ سواء عاجبني ولا لأ، ولادي هيتعاملوا معاهم وممكن يتأثروا. مليون فكرة ومليون خوف. دايمًا باقول أنا من حبي فيهم خايفة أخلفهم.
علشان كده، كان قراري إني مش عايزة أبقى أم. ودخلت في دوامة تانية خاصة بموانع الحمل، تخنت فيها تلاتين كيلو. أثرت على صحتى وحركتي ولسه في صراع إني أحاول أتخلص من الكيلوات دي. ممكن اللي باكتبه ده يكون مثير للإحباط أو الخوف أو القلق، بس حقيقي أنا مش مقياس، أنا مجرد مثال. فيه غيري كتير منهم اللي عرفت تنفذ رغبتها، فيه اللي ما قدرتش وخلفت والرغبة دي لسه موجودة جواها. عمومًا أنا باحاول أعيش أيام حلوة مع جوزي. طبعًا في أوقات الدنيا مش بتكون تمام. بس أنا باحاول بكل طاقتي إن علاقتي بيه تكون متزنة، وجزئية الأمومة دي ما تسيطرش عليا في التعامل معاه. هو جوزي مش ابني، أنا مراته مش بنته. وفي الآخر، لولادي حبايبي اللي ما جبتهومش الدنيا، بحبكم ووحشتوني.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك