محتويات المقال
أنا اسمي رانيا شكري وباشتغل أخصائية نفسية. باعمل جلسات فردية للاستشارات النفسية وجروبات دعم نفسي للاكتئاب والقلق وتقدير الذات المنخفض ومشاكل العلاقات وغيرها. مؤخرًا صدر لي كتابي الأول “بعد ما سبنا بعض” عن موضوع الانفصال العاطفي والفترة الصعبة اللي بنعدي بيها والأسباب اللي ممكن تكون أدت للانفصال وخطوات عملية للتعافي الصحي. المقالة اللي فاتت، اتكلمت عن 5 خطوات سريعة تبدأي تعمليها لما يحصل الانفصال وتبقي سينجل مام. في المقالة دي، هاكلمك على 3 حاجات تفتكريها بعد الانفصال تحديدًا لو الطرف التاني هو اللي أخد قرار الانفصال.
وجع الإحساس بالرفض
أولًا: لازم تعرفي إن الانفصال تجربة مؤلمة، وده سواء انتي اللي اخدتي القرار أو الطرف الآخر. بس لما القرار يكون من الطرف التاني، بيزيد على وجع الانفصال وجع تاني وهو وجع الاحساس بالرفض والأسئلة الكتيرة اللي بتيجي في دماغك زي:
“هو ليه مشي؟”
“أنا عملت إيه غلط؟ أو إيه اللي ما عملتوش؟”
“إيه اللي كان ممكن أعمله أو أقوله علشان يغير قراره؟”
“هل أنا اللي عندي المشكلة؟”
“كان فيه واحدة تانية؟ ولو فيه، يا ترى كانت غلطتي إنه راح لها وسابني؟”
“هقدر ألاقي حد يحبني تاني؟ يا ترى أنا استحق الحب أصلًا؟”
لازم تعرفي إنك عمرك ما تقدري تسيطري على قرار شخص تاني. بس اللي تقدري تسيطري عليه بجد هو رد فعلك تجاه قراره ده.
أنا عارفة إنه صعب عليكي دلوقتي تقبلي إن حد في وقت من الاوقات كان جزء كبير من حياتك، وأبو أولادك بقى دلوقتي شخص غريب عنك، وكل اللي باقي منه مجرد ذكريات أو كلام بينكم يخص أولادكم. ده لو كان فيه كلام بينكم أصلًا. صعب كمان التعايش مع إحساس الرفض ومواجهة الناس بعد الانفصال. علشان كل ده انتي محتاجة تفكري نفسك ب3 حاجات مهمة قوي:
- اللي حصل مش غلطتك لوحدك.
- سيبيه يخرج من حياتك.
- انتي تستحقي الحب والدعم والاهتمام.
1. اللي حصل مش غلطتك لوحدك
العلاقة يعني اتنين بيتفاعلوا مع بعض وفيه بينهم مشاعر وكل واحد بيسدد احتياج التاني…علشان علاقة تنجح محتاجة الاتنين وبرده علشان تفشل محتاجة نفس الاتنين. حتى لو الطرف التاني جاب اللوم كله عليكي. لازم انتي تبقي عارفة الحقيقة دي. لازم كمان تقبلي إنك عمرك ما هتعرفي كل الأسباب اللي ادت للانفصال بشكل كامل وكذلك الطرف التاني مهما قال أو أتكلم عن أسبابه وحملك معظمها أو كلها. ما تسمحيش لحد يشيّلك الليلة لوحدك. ودي مش دعوة لإنكار مسؤوليتك عن الجزء الخاص بيكي في اللي حصل، لا دي دعوة إنك تكوني منطقية في حكمك على الأمور وما تلعبيش لعبة اللوم الكامل سواء على نفسك أو عليه. ابدأي اكتبي له جوابات اتكلمي فيها عن كل اللي انتي حاسّاه وبعدين اتخلصي منها، ما تبعتيهاش. وده علشان تفرغي أول بأول كل المشاعر السلبية اللي حاسة بيها.
2. سيبيه يخرج من حياتك
وانا هنا مش قصدي إنك ماسكة فيه ومانعاه يخرج. انتي ممكن يكون الانفصال تم فعلًا ومن فترة كمان، بس انتي من جواكي لسه متجوزاه نفسيًا. لسه بتراجعي اللي حصل في دماغك طول اليوم، لسه مش مصدقة وفي حاله إنكار. لازم تعرفي إنه لما طلب يمشي، أكيد كان عنده أسباب وبغض النظر عن الأسباب دي أكيد كانت بقالها فترة بتتراكم جواه. بس المشكلة إنك ما شفتيش ده وهو بيحصل فكان القرار بالنسبة لك مفاجأة. سيبيه يمشي علشان أكيد انتي مش عايزة تبقي في علاقة مع واحد مش عايز يكمل أو ما بقاش يحبك أو يقدرك كفاية، إلا لو عايزاه يكمّل بدافع الذنب وأكيد انتي مش هتقبلي ده على نفسك لإنك من جواكي عارفة كويس إن مش ده شكل العلاقة اللي تستحقيها. تمسكك بعلاقة منهارة بيمنع تعافيكي ويمنع إمكانية دخول ناس جديدة في حياتك. ما تطوليش كتير في الجواز النفسي بعد الطلاق الفعلي.
3. انتي تستحقي الحب والاهتمام
أكيد لو الانفصال كان قراره، هيبقى جواكي مشاعر بالرفض والخزي والظلم وممكن الغضب، وتساؤلات من نوعية “هو أنا فيّا حاجة غلط؟ وممكن فعلًا تبدأي تشكي في نفسك ودي بتبقى ضربة كبيرة لتقديرك لذاتك وثقتك في نفسك وممكن تخليكي تصدقي عن نفسك حاجات ما كنتيش مصدقاها قبل كده زي: “أنا هفضل طول عمري لوحدي” أو “أنا هفشل زي ما فشلت قبل كده” أو “أنا مش هالاقي حد يقبلني بعيوبي أو يقبل واحدة مطلقة وعندها ولاد” وغيرها من الافكار الانهزامية اللي التجربة علمت فيها عليكي.
علشان كده انتي محتاجة تفتكري إنك دايمًا ليكي قيمة ودايمًا تستحقي الحب والاهتمام والرعاية مهما كانت الأخطاء اللي انتي شايفة إنك وقعتي فيها. وعلشان ترجعي تفتكري ده، ابدأي اكتبي 5 صفات انتي بتحبيها في نفسك أو حاجات أنجزتيها زي: أنا شخصية مسؤولة وحنينة وأم بتحاول تعمل دايمًا الأفضل لولادها وغيرهم وخلي الصفات دي مكتوبة عندك على الموبايل أو في نوت علشان تبصي عليها كل يوم كنوع من التذكير لحقيقتك اللي ممكن تكوني نسيتيها في النص وفي زحمة الوجع ولخبطة المشاعر.
اقفلي الصفحة وما تسمحيش لحد إنه يوقفك إنك تدوري على سعادتك وتمشي ورا أحلامك. وأخيرًا، عايزاكي دايمًا ترددي الجملتين دول كل ما المشاعر تعلى جواكي وما تعرفيش تسيطري عليها: “أنا كفاية.” “أنا أستحق الحب.”
التعليق باستخدام حساب فيس بوك