أوقات بنحس إن ولادنا مش فاهمين قيمة الفلوس ولا حاسين بيها وبيتعاملوا معاها على إنها شوية ورق ووسيلة لتحقيق رغباتهم وخلاص. وده اللي ممكن نغيره بالتدريج لما ندي لولادنا فرصة يكون ليهم ذمتهم المالية الخاصة عن طريق المصروف. ونبدأ ندربهم على طرق التحويش لإن دورنا مش بس نلبي رغبات ولادنا لكن دورنا كمان نحضرهم للمستقبل ونتأكد إنهم قادرين يتحملوا المسؤولية كفاية بوجودنا أو عدمه. تعليم الادخار للأطفال مش حاجه سهلة، لازم هيأخد وقت علشان الطفل بتعود يحوش من مصروفه.
طيب ازاي نعلم الادخار للأطفال وفهم مبدأ ادخار المال؟
- من سن 4 سنين، نبدأ نشجعهم يسألوا على سعر الحاجة اللي عايزينها ونخليهم يقارنوها بالفلوس اللي معاهم. أنا مثلًا بادّي لابني الصغير خمسة جنيه واحنا في النادي وندخل نشتري سناك له. وباسيبه يختار الحاجة ويسأل على سعرها ويدور لحد ما يلاقي حاجة مناسبة للي معاه. ولو احتاج حاجة أغلى باسأله تحب تخلّي الفلوس معاك وتزور عليها اللي هتاخده بكرة، وتشتري اللي انت عايزه. أوقات بيقتنع وأوقات تانية كتير بيشتري على قد اللي معاه. وأوقات تالتة بيعترض عادي جدًا. الهدف هنا مش التنفيذ على قد ما الهدف وصول الفكرة.
- من سن خمس سنين، بيبدأ الطفل يستوعب فكرة ادخار المال “ولو إنه مش بيبقى قادر يطبقها أو يلتزم بيها” ولكن المبدأ نفسه بيقدر يستوعبه. في دراسة اتعملت في جامعة كانساس على أطفال سن 5 سنين. خيّروا فيها الأطفال بين إنهم ياخدوا واحدة ولّا يحوشوها وياخدوا اتنين بعد شوية. والنتيجة كانت إن أطفال كتير جدًا اختاروا يحوشوا عشان ياخدوا الأكتر.
- نعلّمهم فكرة التخطيط للميزانية بمجرد ما يبدأ يتعلم الحسابات والجمع والطرح، ويقسم المصروف لجزء يتحوش وجزء يصرفه وجزء يتبرع بيه.
- ممكن نشركهم معانا في اختيارات السوبر ماركت المتاحة قصادنا بأنك تعرفيه المبلغ اللي معاكي مخصوص للصرف وساعديه يختار معاكي في حدود المبلغ ده عشان يتعود ازاي يدور في حدود المتاح.
- ساعديه يحط أهداف للفلوس: لما يكون محتاج حاجة غالية أو مش وقتها من وجهة نظرك، دربيه ازاي يخطط يحوش ليها وشجعيه إنه لو وصل لمبلغ معين أو التزم لمدة معينة، هتكملي الفلوس وتساعديه لإن فكرة وجود هدف الطفل بيحوّش عشانه ده من أكتر الحاجات اللي بتخليه ما يزهقش وبتمرنه كمان على تأجيل إشباع رغباته في وقتها.
- ممكن كمان نشجعهم على طرق مختلفة لكسب الفلوس زي المشاريع الصغيرة اللي تخليهم يحوشوا من مصروفهم عشان يجيبوا مواد يستخدموها. أو إننا نستعين بيهم في الأعمال اللي كده كده بنطلبها من حد بره زي “غسيل العربية” مثلًا. لكن طبعًا مهم نركز إن الأعمال المنزلية اليومية ده مش بنكسب منها فلوس ولا ليها مقابل لأنها دور كل اللي عايشين في البيت.
وفي الآخر، مهم نعرف إن التوفير والتحويش ده مهارة محتاجة تدريب وتمرين ووقت ودعم مننا، وإننا ما نستخدمش المصروف والفلوس أبدًا كعقاب. ولكنها وسيلة لتصليح حاجة كسرناها أو ضيعناها عشان يقدروا فعلًا يحسوا بالمسؤولية بدون خوف من عقاب، وإننا لازم نكون مراعيين البيئة اللي حوالين ولادنا ومتماشين نسبيًا معاها عشان الطفل ما يضطرش ياخد فلوس من ورانا أو يحس بالحرمان.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك