محتويات المقال
السفر مابقاش زي زمان لزيادة الدخل وبس، بقى في أسباب كتيرة جدًا ومختلفة للسفر، وعلشان كده أعداد الآباء المسافرين زادت جدًا، وزي ما سفر الأب له فوايد كتيرة جدًا مادية، لكن له آثار سلبية لا تعد ولا تحصى، وهنا بتيجي ضرورة الموزانة بين أهمية السفر وعدد سنين الغياب عن الأولاد، وما بين عمل استقدام للأسرة، أو الرجوع ولم شمل الأسرة تاني.
وكلنا عارفين قد إيه التربية صعبة جدًا في زمننا ده، وأكيد هتبقى أصعب لما تقوم بيها أم لوحدها مع غياب الأب بسبب السفر، وفي المقال ده هنتكلم عن دور الأب مع أولاده وهو مسافر، أو بمعنى أصح: “التربية عن بعد”.
خلينا نتفق بدايةً إن الأب مش في وضع اتهام علشان مسافر وسايب أولاده، بالعكس هو بيعمل مجهود خرافي لمصلحة أطفاله، بس بُعده مش معناه إنه يسيب تربية أولاده على الأم لوحدها، مش بس علشان الأم، لكن علشانه وعلشان أولاده.
طيب إزاي يكون له دور فاعل في تربية الأولاد عن بعد؟:
-
يعمل روتين:
زي إنه يكلمهم كل يوم قبل ما يناموا، أو وقت الغداء، ودلوقتي وسائل التواصل بقى مفيش أسهل وأوفر منها.
-
مناسبات الأبناء مقدسة:
سواء كانت المناسبات السنوية زي أعياد الميلاد والنجاح، أو حاجات موسمية زي لا قدر الله الأمراض أو إجراز أهداف معينة في الحياة، ولو مش قادر يفتكر في وسط مشاغله، ممكن يعملها في مفكرة أو يطلب من الأم تفكره بيها أول بأول.
-
يخلق صداقة بينه وبين أولاده:
وخصوصًا لو بيمروا بفترة مراهقة، يكلمهم ويدردش معاهم، ويحكيلهم عن مشاكله علشان يقدروا هما كمان يحكوله مشاكلهم، واهم حاجة في الخطوة دي إنهم يديهم الأمان الكامل علشان يطمنوا له، ويكون هو في نفس الوقت عامل لينك مع الأم عشان يكملوا أدوار بعض.
-
يمارس مع الأولاد أنشطة مشتركة:
زي إنهم يقرأوا كتاب واحد ويناقشوه مع بعض، أو يمارسوا رياضة معينة في نفس الوقت لو مفيش فروق توقيت، يحفظوا قرآن ويسمعوا لبعض.
-
التعبير عن المشاعر:
الأب البعيد عن أولاده مشاعره بتكون مرهفة جدًا، بس المشكلة إنه مش بيعبر عنها، وبيفتكر إن الأولاد عارفينها بشكل بديهي، بس اللي بيحصل إن الأولاد مش بيكونوا عارفين ده، وبيكون جواهم أسئلة، زي إن بابا مش مشتاق لنا زي ما إحنا مشتاقين له؟ وممكن يعبر عن المشاعر دي بالكتابة أو الكلام.
لغات الحب الخمسة .. بنحب ولادنا بطريقتنا ولّا بطريقتهم
-
التواجد على السوشال ميديا:
السوشال ميديا دلوقتي بقت مرعبة على الأطفال والمراهقين، والمنع التام مش عملي، وطرق الرقابة والتفتيش القديمة مش هتنفع مع الجيل ده، علشان كده مفيش حل غير إننا نشاركهم اهتمامتهم، ويقدر الأب يتواجد على حسابات أولاده ويشاركهم بوستاتهم وفيديوهاتهم وصورهم كأنه واحد من أصحابهم.
-
المكالمات المفاجئة:
لازم الأب ما يكتفيش بكل اللي فات، وكل لما يلاقي عنده وقت يتصل بواحد من ولاده مكالمة بدون سبب معين، ويقول للابن ده إن مفيش حاجة، اشتقت لك وحبيت أكلمك، أكيد هيكون لها تأثير رائع على نفسية الابن.
-
العلاقة الجيدة مع الأم:
مفيش تربية سليمة للأولاد بدون علاقة محترمة بين الأب والأم، حتى لو منفصلين، علشان كده لازم الأب يظهر احترامه للأم قدام الأولاد، ويقولهم قد إيه هي طلة إنها مستحملة غيابه، والعكس بالعكس.
-
يعتبر إنه موجود مش مسافر:
فيحضر اجتماعات المدرسة والحضانة أونلاين، أو يسأل الأم عن تفاصيل الاجتماع، يعم استشارات تربوية ونفسي بنفسه بمشاركة الأم، بمعنى أصح يعمل كل حاجة يقدر عليها وهو مش موجود.
-
ترتيب الأولويات في الأجازة:
لما ينزل الأب أجازة، لازم يكون وجوده بين أولاده له الأولوية المطلقة بين كل المهام اللي وراه، مهما كان نفسه يقضي وقت طويل مع أصحابه القدام، أو يسافر يتفسح ويغير جو، بس يقدر يعمل ده كله يا إما بصحبة أولاده أو بعد ما يكفي ويوفي حضوره مع الأولاد.
أعتقد لو كل أب حاول يعمل الحاجات دي، مش هنسمع تاني كلمات زي: “أنا بقيت زي البنك بس” ولا الأولاد هيقولوا: “بابا بييجي ضيف في الأجازة” والعلاقة الكويسة دي هتخفف كتير من متاعب البعد بين الأب وأولاده.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك