محتويات المقال
قبل كام يوم كنا بننقل أخبار فيروس الكورونا بيننا، دلوقتي إحنا عايشينه خلاص، قاعدين في عزل ذاتي من وقت إعصار التنين، و بعد كدة اتفرض حظر تجول جزئي خلى اليوم يخلص حرفيًا الساعة 7 بالليل، أخبار الكورونا من كل البلاد بتحاصرنا حتى لو مش عاوزين نتابعها، بنسمع عن حالات مصابة بالمرض بالفعل في دوايرنا القريبة وده بيخلينا نخاف أكتر على أولادنا وعلى اللي بنحبهم، فيه بوستات عالسوشال ميديا بتفاجئنا بكمية الانجازات والكورسات والوصفات اللي الناس بتعملها، يتخلينا نحس إن في ناس طلعت القمر وإحنا كأمهات بنفكر نعمل بوتي تريننج لولادنا دلوقتي ولا نستنى شوية.
كل اللي فات ده عشناه الفترة اللي فاتت، بس السؤال اللي بسأله لنفسي دلوقتي..وبعدين؟ الموضوع شكله مطول، هكمل إزاي؟
الحل الوحيد إني أحدد مشكلة مشكلة وأشوف لها حل يناسبني، وأنا بفكر لقيت إن في مشاكل كتير مشتركة بيننا إحنا الأمهات ممكن لو كتبتها ودورنا على حلول لها مع بعض ممكن نستفيد كلنا.
مشكلة الخوف من الإصابة بالمرض:
لما بنقرأ كويس عن المرض وأعراضه بنلاقيه مش مرعب للدرجة اللي إحنا متخيلينها لو قعدنا في البيت، والإجراءات اللي البلاد بتاخدها محسسانا بالأزمة أكتر، والحقيقة إن الإجراءات دي هي لحمايتنا ولتنظيم علاج المرضى في المستشفيات كل بلد على حسب إمكانياتها، مش لمنع الإصابة بالمرض تمامًا، فكل لما نلتزم بالعزل الذاتي وحظر التجول كل لما فرصة علاجنا لو مرضنا – لا قدر الله- هتكون أحسن.
وده حقيقي مسؤوليتنا إحنا كأفراد، لأن لو كل فرد استسهل وبسّط الموضوع كل ما فرصة إصابته هتكون عالية والعكس بالعكس.
مشكلة الإحساس بالوحدة بعيد عن أهلنا وأصحابنا:
لما أفكر طول الوقت إن بعدي عن بابا وماما هو منتهى الأمان لهم، هيفرق جدا في الإحساس بالوحدة، بس ده لا يعني إننا نبعد عن دوايرنا تمامًا، نقدر كل يوم نعمل فيديو كول مع حد بنحبه، ونستغل الفيسبوك والانستجرام كويس في التواصل ومشاركة الأحداث اليومية، أما جروبات الواتساب فنقدر نستفيد منها في حاجات أحسن من نقل الشائعات والأخبار المخيفة.
مشكلة إن الوقت طويل جدًا ومش عارفه أقضيه إزاي مع ولادي:
مفيش شك إننا كنا متعودين نقضي مع ولادنا بارت تايم، لأن المدارس والحضانات كانت بتاخد أكتر من نص يومهم، فجأة بقت كل تفاصيل حياتنا full time ، بس ده مش معناه إن إنتي كأم لازم تقومي بدور المدرسة والحضانة والنادي والقرايب، إنتي بشر وليكي إمكانياتك وجوزك وشغلك وتعقيم بيتك، فحاولي تقومي بدورك كأم على أد ما تقدري وتطلبي المساعدة من باباهم، وتسيبي لهم وقت يقضوه براحتهم حتى لو مش بشكل مثالي.
مشكلة هوس التعقيم:
واحدة صاحبتي كانت بتقول أنا بعقم إزازة الديتول بالكحول ?
أكيد إيدك نشفت وبقت إيد جوزك أنعم منها، بس للأسف في حاجات غلط بنعملها ومش هتفيد بأي حاجة، زي إننا نستخدم الكلوركس المركز بدل المخفف، أو إننا نخلط مواد مطهرة ببعضها، أو نستخدم كذا مطهر ورا بعض في مسح الأسطح، والحقيقة إن فيروس كورونا كافي جدا معاه المطهرات المخففة، والصابون للإيد.
للأسف في ناس عقمت زراير الأسانسير لحد ما اللوحة ولعت، فلو فضلنا بالطريقة دي اللي مش هيمرض بالكورونا هيمرض بسبب التعقيم الزايد.
مشكلة إن الناس كلها بتستفيد من وقتها وأنا لا:
طول الوقت شايفين ناس بتتكلم عن استغلالها للفترة دي، وإن اللي هيطلع مش مستفيد منها حاجة هيخسر جامد وهيلاقي كل الناس سبقته وهو واقف مكانه.
الكلام ده صحيح بس مش بالشكل الضاغط علينا كأمهات، ممتاز جدا لو قدرتي تستفيدي من وقتك وتفيدي أولادك وتاخدي كورسات أونلاين وتتعلمي لغة جديدة وتشتغلي هاندميد وتحفظي قرآن، بس شوفي إذا ده فعلا واقعي مع ظروفك ولا لا، ومش شرط أبدًا تعملي كل الحاجات دي مع بعض حاولي تنجزي حاجة واحدة في اليوم وافتكري إنك أنجزتيها قبل ما تنامي.
دي أهم المشاكل اللي يبتقابلني في يومي كأم، اكتبيلي إيه المشاكل اللي بتقابلك وتعالي نفكر في حلها مع بعض ?
واللي عاوزه أقولها لكل أم، إحنا في ظروف استثنائية دولية وتاريخية الأجيال الجاية هيدرسوها في أكتر من تخصص، وفي كلام إنها هتطول معانا شويتين، فمش هينفع تضغطي على أعصابك طول الوقت علشان تقدري تكملي المشوار وإنتي بصحة نفسية وجسدية كويسة، متقارنيش حياتك بحد، اشتغلي على نفسك على أد ما تقدري بس من غير ما تعيطي في الحمام.
بتمنالك السلامة إنتي وأولادك وكل اللي بتحبيهم.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك