محتويات المقال
أنا رانيا شكري وباشتغل أخصائية نفسية. باعمل جلسات فردية للاستشارات النفسية، وجروبات دعم نفسي للاكتئاب والقلق وتقدير الذات المنخفض ومشاكل العلاقات وغيرها. مؤخرًا صدر لي كتابي الأول بعد ما سبنا بعض عن موضوع الانفصال العاطفي والفترة الصعبة اللي بنعدي بيها والأسباب اللي ممكن تكون أدت للانفصال وخطوات عملية للتعافي الصحي.
في سلسلة مقالاتي في “راحة بالي”، هاتكلم عن تفاصيل كتير تخص موضوع الانفصال، فيه منها موجود في الكتاب، ومنها بره الكتاب. لو ليكم أي استفسارات أو مواضيع تخص الانفصال حابينني أتكلم فيها، يا ريت تتواصلوا معايا.
الانفصال
الانفصال أو الطلاق تجربة مؤلمة أي إنسان بيعدّي بيها، ووجعها بيبقى مضاعف لما بتكوني أم ومسؤولة عن أطفال. بيبقى جواكي أفكار ومشاعر كتير سلبية وأوقات متناقضة. مخاوف من المسؤولية الكبيرة اللي هتشيليها. مشاعر كتير متلخبطه بتخليكي مشتتة وتايهة، ده غير إن ممكن يكون جواكي إحساس بالذنب تجاه ولادك لو كنتي انتي اللي طلبتي الطلاق، أو الخوف عليهم من التجربة وتأثيرها عليهم. كل ده بيخليكي حاسة كأنك داخلة نفق عتمة ومش عارفة هتطلعي منه امتى وازاي. علشان كده، انتي محتاجة تمشي على خطوات معينة ومدروسة تساعدك في رحلتك دي، مش بس علشان تطلعي منها بسلام، لا، علشان تطلعي منها أقوى وأوعى لنفسك ولولادك.
أول خطوة:
الكاتبة لويز هاي كتبت إن الشخص محتاج يبص لنفسه في المراية لما يكون مبسوط من نفسه ويقول لها “أنا بحبك” ويبص تاني فيها لما يكون حزين أو مكتئب أو حاسس بالفشل ويقول لها “أنا بحبك مهما حصل “mirror work”
انتي في أي وقت محتاجة تكوني حابة نفسك، لكن في وقت الانفصال، انتي لازم تفكري نفسك أكتر من أي وقت بحبك لنفسك، لإن التجربة ممكن تخليكي فاقدة الثقة في نفسك وخصوصًا لو كنتي خارجة من علاقة مسيئة هزت لك ثقتك في نفسك. حبك لنفسك معناه إنك هتسامحيها وتوجدي لها أعذار وتحبيها من غير شروط. هتحبيها وهي حزينة ومكتئبة ووزنها زايد ومجروحة وعصبية. هتحبيها في كل حالاتها، وهتأكدي على حبك ليها بالكتابة أو تمرين المراية أو أي وسيلة تانية توصّل لعقلك الباطن الحب ده. مهم تعرفي إن ده بييجي بالتمرين وصعب يحصل بين يوم وليلة. ويمكن في الأول هتبقي شايفاه تمرين سخيف بس مع الوقت هتتعودي وهتصدقي نفسك، وافتكري المقولة دي: “انتي اللي بتعلمي الناس الطريقة اللي المفروض يعاملوكي بيها، وبالتالي انتي محتاجة تبتدي بنفسك”.
تاني خطوة:
انتي دلوقتي كسينجل مام ممكن تبدأي تتحملي مسؤوليات مش بتاعة واحدة ست: قصدي مسؤوليات ذكورية. زي إنك تدفعي فواتير البيت، تودي ولادك للدكتور، تاخدي قرارات تخص البيت والولاد لوحدك، ده شيء رغم إنه كويس وبيقويكي، إلا إن ممكن تنسي وقتها الجزء الأنثوي اللي جواكي، تنسي إنك في الأول وفي الآخر ست، وده تأثيره بيبقى سيء جدًا عليكي لإنه ضد فطرتك كأنثى. ما تنسيش نفسك في وسط الزحمة. روحي للكوافير، اعملي شعرك، ادخلي اعملي بابل باث بعد ما ولادك يناموا، انزلي اشتري لنفسك حاجة جديدة أو ميكاب. احجزي جلسة مساج. الست اللي جواكي ما ينفعش تتحبس علشان يبقى فيه توازن بين الطاقة الذكورية اللي بتخليكي بتقومي باللي عليكي كأم، وبين فطرتك كأنثى.
تالت خطوة:
انتي كأم ومن كتر المسؤوليات اللي هتبقى عليكي، هتحتاجي تعملي توازن لحياتك. أي إنسان لازم يعمل توازن في 8 حاجات أو نواحي في حياته: الشغل، الترفيه، الأسرة والأصدقاء، العلاقات، تطوير الذات، الصحة، الروحانيات وعلاقته بربنا.
ممكن انتي دلوقتي عندك مشكلة في جانب منهم وهي العلاقات بما إنك لسه خارجة من تجربة انفصال بس صدقيني لو سمحتي لجانب واحد إنه يوقع بقية الجوانب، توازن حياتك كله هيختل، محتاجة تبصي لكل جانب من الجوانب دي وتقيسي نسبة رضاكي عنه وتحاولي تطلعي بأفكار تزودي النسبة دي لو حسّاها قليلة. ممكن تكون نسبة رضاكي عن صحتك مش كبيرة. محتاجة تشوفي الخلل فين وتصلحيه. هل محتاجة تلعبي رياضة؟ محتاجة تاكلي أكل صحي؟ محتاجة تاخدي فيتامين؟ تبدأي تحطي خطة عمل؟ افتكري دايمًا إن أي تغيير حقيقي بيحصل بخطوات صغيرة مستمرة مش بخطوات كبيرة متقطعة.
رابع خطوة:
هاتي ورقة وقلم وارسمي دايرة واكتبي عنوان من فوق اسمه “دايرة الدعم” واكتبي جوه الدايرة أسامي كل الناس والأصدقاء والأهل اللي انتي شايفاهم دايرة دعم ليكي في محنتك. والناس اللي جوه الدايرة دي ليهم شروط لإن مش أي صديق أو قريب ينفع يكون فيها. لازم يكون شخص متفهم، مستمع جيد، ما بيصدرش أحكام، موضوعي، بترتاحي في الكلام معاه. الدايرة دي هي اللي هتبقى الحصن اللي بيحميكي في الفترة الصعبة دي وخصوصًا في الاول ولو حسيتي إنك ما عندكيش أشخاص في حياتك بالمواصفات دي مش عيب ولا غلط إنك تلجاي لمتخصص يساعدك ويدعمك.
خامس خطوة:
اعملي قايمة بكل الافكار السلبية اللي مصدقاها عن نفسك الفترة دي من نوعية “أنا ما كنتش كفاية” “أنا فاشلة” “مش هالاقي حد يحبني” “أنا مش قد المسؤولية” “أنا أم سيئة”. واسالي نفسك السؤال ده: “هي الأفكار دي بتاعتي ولا اترمت عليا؟ سواء من اللي حواليا ولا كنت مصدقاها عن نفسي من وأنا صغيره والطلاق نشطها جوايا؟” إجابة السؤال ده مهمة علشان تبدأي رحلة الوعي والفهم للي حصل وعلشان ما توقعيش نفسك في دور الضحية أو العكس دور المذنب الشرير.
وأخيرًا محتاجة دايمًا تسامحي نفسك وتديها حقها وما تجلديهاش على أقل غلطة وتشكريها إنها واقفة ومكملة ومتحملة المسؤولية.
2 تعليقان
[…] عملية للتعافي الصحي. المقالة اللي فاتت، اتكلمت عن 5 خطوات سريعة تبدأي تعمليها لما يحصل الانفصال وتبقي سينجل مام. في […]
[…] عملية للتعافي الصحي. المقالة اللي فاتت، اتكلمت عن 5 خطوات سريعة تبدأي تعمليها لما يحصل الانفصال وتبقي سينجل مام. في […]