رسالة جات لي من أم بتشتكي إن بنتها مش بتوافق تسلّم على أي حد سواء ضيوف في بيتهم أو رايحين مكان حتى وهي داخلة عند ناس تعرفهم بترفض تسلم وبتستخبي في مامتها وبتعيط لو حد غصبها تسلم.
دلوقتي معظمنا بقى عندنا وعي إننا نتكلم مع ولادنا في حدود جسمهم وحدود الناس، والفرق بين اللمسات المريحة وغير المريحة وازاي يحافظوا على جسمهم وما يقبلوش إن حد يلمسهم من غير ما يوافقوا. دي حاجة دلوقتي أساسية عشان نتطمن ونحافظ على سلامة ولادنا ونتأكد إنهم قادرين يحموا نفسهم أو يطلبوا المساعدة في غيابنا.
طيب إزاي نفضل نقول للطفل ممنوع حد يلمسك وانت مش مرتاح وحدود جسمك من حقك انت وبعدين لما نقابل حد من أصحابنا أو أهلنا، نبدأ نطلب من الطفل “يبوس طنط” أو “يحضن عمو” أو “يسلّم عدل” وهو مش عايز أو مش مرتاح؟ المواقف دي بتشوش الطفل وبتخلّيه محتار بين اللي بتقولوا له عليه وبين عكسه اللي بتعملوه لما تغصبوه يبوس ويسلّم بالعافية؟
أنا عارفة هتقولوا لي دي ناس احنا عارفينهم وفيهم ناس كبار ممكن يزعلوا أو يعلّقوا على الولاد وإن قصدكم تعلّموهم الذوق، لكن الطفل مش بيكون فاهم كل ده وفيه ناس بتكبر وبتفضل مش مرتاحة في التلامس الجسدي وده حقهم، ومش من حق حد يزعل مننا عشان بنحترم إحساس ولادنا ورغبتهم الشخصية.
ربنا خلق الأطفال طبيعتها مختلفة عن بعض. فيه طفل يدخل أي مكان يجري يسلم على كل الناس ويحضن ويبوس وينسي مامته في ثانية. وفيه طفل مش بيتأقلموا بسهولة وبياخدوا وقت على ما يندمجوا، وده حاجة لا في إيديهم ولا في إيدينا إننا نتحكم فيها أو نغيرها ومش محتاجة ضغط مننا على الطفل لإن كده بنصعب عليه الموضوع أكتر.
ومفيش قدامنا غير إننا نشجع الطفل بدل ما نوتره بالطرق دي:
- بإننا نسيب له وقت لحد ما يفك ويتطمن للناس من غير ما نتكسف أو نجامل حد على حساب ولادنا.
- قبل ما نقابل الناس، ممكن نتكلم مع الطفل إننا فاهمين إنه أوقات بيحس إنه مش مرتاح يبوس ويحضن حد ما يعرفوش – أو حتي لو يعرفه – وإن ده شعور اسمه خجل أو كسوف.
- ونتكلم معاه قبلها هنقابل مين وهنعمل إيه وإيه اللي مطلوب منه عشان يسلم على الناس في حدود الذوق لو هو مش حابب يبوس أو يحضن، ممكن نساعده ببدايل بسيطة زي إنه يبتسم أو يشاور من بعيد ونشجعه ونشكره لما يعمل ده.
- لما يرفض يسلّم ويبدأ حد يعلق عليه بكلام سلبي زي “إيه الولد البراوي ده؟” أو “لا، مش هكلمك انتي وحشة ما بتسلميش”، لازم نرفض الكلام ده فورًا وندافع عن الطفل بذوق وما نجاريش الناس في كلامهم.
في النهاية، كل ما تقبلنا ولادنا زي ما هم طول ما طبيعتهم ومشاعرهم لا بتؤذيهم ولا بتؤذي غيرهم، كل ما ثقتهم في نفسهم وفينا زادت واحترامهم كمان لنفسهم وللناس وللاختلافات اللي بينهم هيزيد.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك