محتويات المقال
في تربيتنا لأولادنا، لما الموقف بيتأزم ويكون محتاج مننا نتصرف، بنكون عايزين حاجة من الاتنين: إما نحفز الولاد على تصرف فيه مصلحتهم، أو ندفعهم بعيد عن تصرف سيء من وجهة نظرنا. وعشان نعمل ده، بنلجأ لأكتر من طريقة. من ضمن الطرق دي وأكثرها استخدامًا هي طريقة الصوت العالي والزعيق أو الضرب. ودي بتكون العصاية اللي بنمسكها لهم لما بيغلطوا أو ما يعملوش اللي احنا طالبينه منهم. أو طريقة الجزرة وهي أننا نحط مكافأة للطفل.
وفي أغلب الأحيان، طريقة المكافأة بيكون لها صدي سريع على استجابة الطفل. وهنا يبدأ المربي (مدرس، مدرب، خال، عم) أو أب أو أم وضعها في مكان مميز في التربية لإنه لمس إنها طريقة فعالة للتحفيز.
المكافأة هي هدية أو وعد للطفل بشيء بيحبه وبيشجعه على إنه يعمل اللي مطلوب منه، واللي بناءً على نظرتنا فيه مصلحته. لكن أنا محتاجة كأم وأب أو مربي اسأل إيه هو الغرض من أي موقف بيحصل مع طفلي؟ الغرض هو إني أشجع الطفل على فعل معين أو أبعده عن فعل آخر غير مرغوب فيه بقوة. الرغبة والدافع الداخلي، وأنه يقيّم الموقف ويعرف الصح من الغلط وياخد هو القرار بنفسه. وده الهدف الأبعد واللي محتاجة أكون محدداه بشكل واضح جدًا. كده هاتطمن إنه في غير وجودي، هيقدر يكتشف التصرف المرغوب من غير المرغوب. وده بيزرع بداخله الرغبة والحافز بدون ضغط خارجي أو محفز من بره.
نيجي بقي للمكافأة (الرشوة أو الجزرة يعني)
المرحلة الأولى :
المكافآت تنهال على الطفل، فيتحفز ويبدأ في الاستجابة. لكن في الحقيقة، الدافع لعمل الشيء اللي أنا عايزة أحفز ابني إنه يعمله مش موجود وما اتكوّنش في المرحلة دي. كل اللي حصل إنه ارتبط بالمكافآة وبقى يستنى تتطلب منه حاجات أو أفعال لإنه عارف إنه هيتلقى منحة عليها، فاستجابته مش لأهمية الفعل أو لإن الحافز اتبنى بداخله، لكن لوجود المكافآة.
المرحلة التانية :
بتستمر عملية التحفيز ناجحة لفترة من الوقت، لغاية لما تبدأ العملية تفقد تأثيرها تدريجيًا مع الوقت والتكرار في استخدام الأسلوب.
المرحلة الثالثة :
بعد ما كانت المكافآة فعالة، مع نمط معين من الهدايا، بارجع لنقطة الصفر وتبقى غير مجدية، خصوصًا مع زيادة توقعات الطفل بخصوص المكافآة. ويبدأ الطفل يحس بالاستحقاق، ويطلب مكافآة على الحاجات الأساسية المطلوبة الواجب تنفيذها.
المرحلة الرابعة والأخيرة:
لما تفقد المكافآت رونقها، فيه حل من الاتنين: إما بنستجيب للابتزاز العاطفي اللي مارسه الطفل علينا، أو ندخل في حالة من العند من جهة الطفل: فرض الرأي أو محاولة السيطرة من جهتنا.
وبكده، نكون دخلنا في دائرة مفرغة، إما من المكافآت أو سلسلة من المشاحنات. وفي كلتا الحالتين، الطفل ما اتعلمش حاجة. والهدف، وهو إني أربي بداخله الرغبة الداخلية، ما اتحققش
طيب عشان ده يحصل، الحل إيه؟ أعمل إيه؟
قبل ما أقول الحل، محتاجة أعرف في الأول إيه هو معنى إني أحفز الطفل؟
هو إني أربي بداخله الرغبة والحافز الداخلي، أربي بداخله القيم اللي من خلالها يقدر يقيّم الموقف ويعرف الصواب والخطأ ويختار هو بنفسه يعمل إيه وما يعملش إيه. وده مش هيحصل في يوم وليلة لكن بالتكرار. بس فيه معلومة مهمة محتاجة أعرفها كمان، وهي إن الأطفال تحت سن ٧سنين بيكونوا ما عندهمش قدرة على الكلام الداخلي الناضج الحكيم، وبالتالي كلامنا معاهم بالشكل ده (المحاضرات والكلام الكتير) بيقلل من تحفيزهم بعكس ما احنا فاهمين.
وعشان كده، محتاجين نكوّن الصورة اللي احنا عايزينهم ينفذوها يعني يكون جسمي وأدائي هو الفعل اللي أنا عايزاه من ابني يعمله لإن الاطفال في السن ده بيتعلّموا أسرع من الصورة.
خطوات الحل
- أكون القدوة والمثل.
المخ أسهل عليه التقاط النمط المتكرر الثابت. فكل ما كان سلوكي متسق مع كلامي، كان ده أكثر تأثير وتحفيز للطفل.
مثلًا، عايزة ابني ينام بدري: فلو أنا عندي روتين ثابت وبيتكرر، ده بيكون أسهل على الطفل إنه يلتقطه ويسمع الكلام فيما يخصه هو.
- تجنب صراعات القوة
أكون هادية ولما أوصل لدرجة أنا عصبية فيها، أبدأ أنظم حالتي الداخلية قبل ما آخد أي قرار أو أوجّه الطفل لأي شيء. لإن لو ده حصل، هيقل الصراع على السلطة بيني وبين ابني، واللي في بعض الأحيان بيكون سبب في عند الأولاد، وعدم استجابتهم، ونبدأ اتواصل مع الحكمة الداخلية عندي وأبدأ أوصل للحلول بدل النزاع وفرض السيطرة.
- مساعدة الأطفال على فهم مشاعرهم
مش بس كده، كمان التعبير عنها، وجزء منها مشاعر الفرحة والسعادة والامتنان. لإن قدرتهم على فهم المشاعر بشكل واضح وأسبابها ممكن تكون أحد المحفزات الداخلية اللي بيحتاج الطفل لها. وأنا كمربي وراعي، محتاج إني أساعده في فهمها.
مثال: ابني كسب في ماتش كورة مع الفريق بتاعه. هنا محتاجة أعبّر وأناقش معاه المشاعر اللي حس بيها في الموقف. لو هو مش عارف يعبر، أوضح مشاعره وأبروزها: “انت فرحان عشان فريقك مجهوده كلل بالنجاح” أو “انت سعيد إن التدريب اللي اتدربته جاب ثماره” وهكذا.
كده يفهم إن المشاعر الداخلية زي الفرحة والامتنان أحد المحفزات اللي ممكن تكون بديل المكافآت، وتقوّي الرغبة الداخلية عند الطفل لفعل شيء أو منعه عن فعل شيء، وإن الواحد يشعر شعور جيد ممكن يكون حافز في حد ذاته إن الإنسان يقدم على شيء. إن المتعة الكامنة في ممارسة نشاط معين أو مهمة هي المكافأة.
- محتاج أشجّع ابني على وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق
الطفل لما بيكون قادر على تحديد الهدف، وأخذ خطوات لتحقيقه، ده بيعزز قدراته ومهاراته. وبالتالي، يزيد من إحساسه بالنجاح، وبالتالي قدرته على المبادرة والإقدام على فعل أشياء جديدة. وبالتالي، يكون لديه المحفز الداخلي المبني على خبرات سابقة في القدرة والنجاح.
- خلق بيئة تحترم الطفل وتفرده وتغذي احترام الذات والثقة بالنفس
ده بيكون من خلال إني أسمح له بقدر من الحرية في اتخاذ القرارات والاعتماد على النفس في تأدية المهام المناسبة لسنه وقدراته، دون تدخل كبير وتقليل الخوف والحماية الزائدة. لإن كل ما أعزز ثقة الطفل في نفسه وإني باحترمه، ده هيسقط الخط الاول اللي على أساسه الأطفال بيعندوا، وتحفيزنا لهم بيكون دون جدوى. لكن لما يلاقي إني واثقة فيه، وبادي له الفرصة إنه يقود في بعض الأمور. هنا هيفهم إني لا أطلب منه شيء ولا أحفزه عليه بغرض فرض السيطرة، ولكن بغرض المصلحة، ومع احترام رغبته لو تعارضت مع رغبتي، ونبدأ نشوف حلول وسط.
- مدح الاطفال بشكل محدد وواضح لتعزيز الثقة بالنفس
مع التركيز على مهاراتهم وقدراتهم الداخلية وصفاتهم الإنسانيه زي الطيبة والكرم ومساعدة الغير والإحساس بالانتماء، والاستماع الجيد للآخر، وغيره من صفاتهم اللي بتميز كل طفل على حدى بدون مقارنة أو وضع شروط في المدح. يعني المدح مش بس لما يعمل شيء جيد، ولكن لما ألاحظ فيه صفة إنسانية جيدة.
- التقليل من الحوافز الخارجية على قد ما نقدر
مع تقليل الابتزاز العاطفي، وإني أستغل حب ابني ليّا في إنه ينفذ أمور أو أنهاه عن أخرى لإن ساعتها هتكون هي دي الجزرة اللي باشاور بيها له.
مثلًا: لو عملت الواجب، ماما تحبك. لو رحت التمرين في الميعاد، بابا هيكون مبسوط. كل دي أمور شرطية مرتبطة بعوامل خارجية لا تساعد على تقوية الدوافع والرغبة الداخلية عند الطفل
كده بيكون المحفز الجيد للطفل هو ما يقوي الرغبة بداخله، والفعل اللي يزرع بداخله قيم يستطيع من خلالها التقييم واتخاذ القرار وتنمية قدراته ومهاراته وتعزيز ثقته بنفسه واحترام الذات داخل الأسرة يعني من الآخر أسلوب حياة، مش جزرة باشاور له بيها في الموقف وخلاص.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك