محدش فينا مش بيتمنى ولاده يبقوا متربيين وشاطرين ومجتهدين ومرتاحين، وأي حاجة حلوة آخرها ين شغال معانا برده. بنقضي نص حياتنا في تربية الأطفال، نعدل ونصلح ونوجه والمفاجأة إننا بنلاقي نفس الأخطاء ونفس السلوكيات غالبًا بتتكرر مهما وجهنا ومهما عيدنا وزيدنا. طب ليه وإيه اللي ناقص أو اللي فايتنا مش بنعمله عشان يساعد في تعديل سلوك الأطفال الغلط اللي شايفينها مع ولادنا؟
تعديل سلوك الأطفال السيء
الغلطة اللي معظمنا بيقع فيها إننا معظم الوقت بنفضل مركزين على الفعل أو السلوك نفسه مش في السبب اللي ورا السلوك ده، بنفضل عينينا على هدف قصير المدي وهو إن السلوك ده يقف دلوقتي حالًا والمعركة اللي حاصلة دي تنتهي، فبنلجأ لأسرع طريقة. عقاب أو زعيق أو أي حاجة تخلص الموضوع ونخلص، مع إن في النهاية المطلوب مننا غير كده! الهدف الحقيقي من تربيتنا ورعايتنا لولادنا هو هدف بعيد المدي ونتيجته مش بتظهر في يوم وليلة.
عشان كدة الطبيب النفسي والعالم النفسي الأمريكي دانييل سيجل كتب في كتابه No Drama Discipline معادلة سهلة وبسيطة تساعدنا في تعديل أخطاء وسلوكيات ولادنا وتساعدنا كمان نركز في الهدف طويل الأجل بتاعنا مش عشان بس نوقف الموقف حالا!
المعادلة دي عبارة عن 3 أسئلة مطلوب مني آخد نفس عميق وقت ظهور السلوك المرفوض وابني بيعمله واسأل نفسي الـ 3 أسئلة دي ومن إجابتها هقدر أتحرك في الطريق الصح مع طفلي.
أسئلة مهمة في تعديل سلوك الأطفال
-
هو بيعمل كده ليه؟
وقت الغلط غالبًا من كتر ما احنا محبطين أو متعصبين، بننسى القاعدة الأساسية إن دايمًا فيه هدف ورا سلوك الطفل، بداية بقى من الاستكشاف الطبيعي المناسب لسنه في أوائل سنين عمره لحد التمرد والبحث عن الهوية في سن المراهقة. بيكون دوري هنا قبل ما أتدخل أو اتصرف إني ألاقي إجابة للسؤال ده مهما أخدت مني وقت.
-
عايزة أعلّمه إيه؟
كل غلط ولادنا بيقعوا فيه هو فرصة يتعلم منها، فرصة ليا كمان إني أدربه على مهارة حياتية صعب أعوّده عليها بالمحاضرات والكلام، فبدل ما نزعق ونتعصب ونحبط ونقرر إن ابني أو بنتي ده طفل عنيد ومفيش فايدة، نفكر على طول في إن اللي حصل حصل وأنا محتاجة ابني \ بنتي يتعلموا إيه من الموقف ده عشان ما يتكررش أو حتى عشان لو اتعرضوا له تاني أو لحاجة شبهه يكون عنده مهارة تانية يتصرفوا بيها.
-
هاعلّمه ازاي؟
آخر وأهم وأصعب سؤال الحقيقة، أنا دلوقتي ربنا كرمني وعرفت السلوك ده ظهر ليه وإيه اللي هاستفيده منه. لكن هاوصل للاستفادة دي ازاي نقطة محتاجة منك تركيز في إن أخطاء ولادنا ما ناخدهاش على كرامتنا وبصورة شخصية. ومحتاجة كمان إني أبقى عارفة إني هاسيبه يتحمل المسؤولية ومش هاجري ألحقه عشان ده اللي هيعلمه. من أول ما يرمي العصير في الأرض وهو 3 سنين، فبدل ما أزعق اسأله هينضفه ازاي وأدي له فرصة ينضف فعلًا لحد ما يرجع لك متخانق أو مضروب وبدل ما تعاقبيه أو تجري تاخدي له حقه، تسمعيه وتتناقشي معاه في الطريقة الصح وتسيبي له فرصه يتصرف وانتي في ضهره.
وأحب أفكركم في الآخر إن الموضوع مش سهل، ومحتاج مننا صبر ومحتاج إننا نفضل فاكرين إننا بنربي للدنيا ولقدام، بنربي رجالة وستات عارفة تتصرف وتتعامل وتصحصح غلطها من غير هروب ومن غير ما تعيش دور الضحية.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك