قرأنا أحدث اصدارات الكتابة نورا ناجي “الكاتبات والوحدة” وسعدنا لما عرفنا إنه أصبح من ضمن قائمة الأكثر مبيعًا في مكتبات الشروق وعلشان كدة كان لازم نعمل مع نورا الحوار السريع ده علشان نتعرف عليها أكتر ونكتشف العالم المثير بتاعها..
-عايزيين نتعرف عليكي أكتر يا نورا..
نورا ناجي، عندي 33 سنة، عايشة في طنطا ومتخرجة من كلية الفنون الجميلة قسم ديكور سنة 2008، بشتغل مديرة تحرير موقع نواعم، كتبت 4 روايات، بانا سنة 2014، الجدار 2016، بنات الباشا 2017 أطياف كاميليا 2020 وكتاب الكاتبات والوحدة 2020، عندي بنت اسمها فاتيما عندها 8 سنين.
-ليه قررتي تكتبي كتاب الكاتبات والوحدة؟
كنت قاعدة مع صديقاتي في كافيه الصبح، كلهن بيشتغلوا في مجال الكتابة سواء محررات أو مترجمات أو ناقدات أو صحفيات وكاتبات، ولاحظت إن رغم إننا عايشين في بيوت مليانة ناس وأطفال، وحياتنا الاجتماعية نشيطة جداً، إلا إننا كلنا بنعاني بشكل ما من الوحدة وتنويعاتها، يومها فتحت الفيسبوك، وللصدفة لقيت معظم صديقاتي الكاتبات كاتبين بوستات لها علاقة بالوحدة، وقتها اندهشت وقلت ليه الكاتبة بتحس إن في طبقة ما عزلاها عن العالم، وليه بلاقي صعوبة في التواصل مع الآخرين، وإزاي الحاجات دي بتفكرني بشكل ضبابي بكاتبات كتير قريتلهم عربيات وأجنبيات عايشيين أو رحلوا عن العالم، أول كاتبة جت في بالي مي زيادة، اللي ماتت وحيدة وسط كتبها رغم كل الناس اللي كانوا حواليها طول عمرها، اللي كانوا بيطلبوا ودها بكل الطرق، لكنها رغم ذلك ماتت وحيدة، والأسوأ أن ما يتبقى منها، هو الحديث عن محبيها، وتداول رسائلهاالغرامية، دون الاهتمام بالجانب اللي كان أهم عندها وهو كونها كاتبة.
مي زيادة مولودة قبلي بـ 100 سنة بالضبط، في نفس يوم ميلادي، وطول عمري بحس بتواصل كبير معاها، كأنها أنا في حياة سابقة، فقررت أكتب عنها من منظور شخصي تماماً، وبعدها الكاتبات كلهن ظهرن قدامي فجأة، أنهن عايشين معايا، وقررت أكتب عنهن.
-مين اشهر الكاتبات اللي كتبتي عنهم في الكتاب ؟
إيمان مرسال وفرجينيا وولف ونوال السعداوي ورضوى عاشور، الحقيقة العشر كاتبات مشهورات جداً، لكن اللي حسيته إني كتبت عن جانب يمكن مش واضح، جانب أنا استشفيته من كتاباتهن ومن تأثري بهن في حياتي.
-مين أكتر كاتبة اتأثرتي بقصتها وحسيتي انها قريبة منك؟
اتأثرت جداً بأروى صالح، لما بدأت اكتب عنها مكنتش اعرفها فعلاً، عارفة بس إنها ناشطة يسارية انتحرت بعد ما رمت نفسها من البلكونة، لكن بقراية كتابها “المبتسرون”، وبعض أجزاء من كتابها النادر “سرطان الروح” اندهشت وقشعرت، وحسيت أنها بقت عايشة تحت جلدي، أروى كانت مجسدة قدامي في أوضتي وأنا بكتب، وحسيت إن قصتها بتكرر مش بس معايا لأ مع صديقات كتير كانوا بيحلموا بخلق مكان أجمل بسذاجة الحالمين، حلمت بيها وكانت حقيقية جداً، حلمت بصوتها وشكلها ولبسها، ولما سألت بعض من اللي كانوا مقربين منها، أكدوا على كل وصفي لها، وحسيت إني قابلتها بجد.
-بتعملي إيه مع إحساس الوحدة يا نورا؟
استسلمت له، مش عارفة كتابة الكتاب ده ولا مرور الزمن هو اللي خلاني استسلم بالشكل ده، لكني بدأت أتفهم إن الوحدة قدر على الكاتبات، وإن الطبقة الرقيقة العازلة لم تختفي بسهولة، ربما لن تختفي أبداً، الأفكار هي اللي بتعزلني بالشكل ده عن العالم، ورغم إني نشيطة اجتماعياً إلا إني وحيدة جداً، اللحظات اللي قبل النوم، لما بتأمل السقف المظلم وأفكر، بحس إن يوحيدة جداً، إحساس مؤلم طبعاً، لكنه حتمي، ممكن الواحد يكتشف فيه مشاعر جديدة، ويمكن تكون الوحدة فعلاً بتساعد على الكتابة، الوحدة في بعض الأحيان ونس.
-ايه الفرق بين كتابة الرواية والكتب الأدبية الغير روائية؟
الكتب غير الروائية تحتاج لبحث منهجي أكتر، الرواية كمان بتحتاج لبحث وقراءة وتأمل وتفكير، لكن في الكتاب أنت مطالب بالتدقيق في كل معلومة كذا مرة قبل نشرها واعتمادها، الرواية بتمنح الفرصة للخيال، وبيبقى في تسامح للزلات، الكتاب لازم يكون بيقدم معلومات موثوق فيها، الرواية متعبة في تحريرها وتقمصها، الكتاب متعب ذهنياً، لن المتعة في كتابة الاتنين واحدة.
-الكتاب تصدر قائمة الأكثر مبيعا .. تفتكري ليه الناس اهتمت بالكتاب ده؟
أعتقد إن أي كتابة تتماس مع جزء ما شخصي لدى القارىء لا بد وأنه ينال اهتمامه، لاحظت طبعاً أنه يتماس مع قارئات سيدات أكثر من الرجال، وده لأن مشاعر مثل العزلة وذنب الأمومة والرغبة في الاختفاء أكبر لدى المرأة.
-إلى أي مدى رواياتك بتشبه حياتك أو إيه اللي استوحيتيه في حياتك جوة رواياتك؟
التجارب الشخصية بتطعم الروايات، الشخصيات في الرواية يمكن ميونوش شبههي ولا همومهم همومي ولا قصتهم قصتي، لكن رؤيتهم للتفاصيل في الحياة، أفكارهم، مشاعرهم في التجارب العادية وغير العادية، بتكون نابعة مني أنا، مثلاً مشاعري لحظة دخولي غرفة العمليات، يمكن استخدمها واستغلها في وصف مشاعر بطلة بتدخل غرفة العمليات، وهكذا.
-ايه اقرب كتبك لقلبك وشايفه انك كقارئة عايزة تبتدي بيه؟
اعتقد أطياف كاميليا الرواية الأقرب لقلبي، شخصياتها حية، ولا تزال تطاردني، أنا مش قادرة أتوقف عن التفكير في كاميليا، وساعات بشوف طيفها وكأنه ماشي معايا.
-إيه الكتاب الجديد إللي انتي شغالة عليه؟
أحضر لرواية جديدة، مبحبش اتكلم عن الروايات بالذات قبل كتابتها عشان بتوقف عن الشغف السري بيها، لكنها رواية عن الحياة المتجمدة لزمن ما بعد الثورة، وكأن جيلنا مبقاش قادر يعيش حياته، كأنه بيكرر حيوات آخرين.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك