زيي زي أمهات كتير، قرار البيبي التاني ده أخد مني كتير قوي، سنين وسنين بافكر في مليون فكرة: “كفاية ولد واحد، مش هاعرف أحب حد قده”. “أنا إديت لابني الأول كل حاجة، أكيد هاظلم اللي جاي”. “ليه أجيب بيبي تاني يشاركه في كل حاجة؟ ما احنا حلوين ومش ناقصنا حاجة كده!”
لحد ما اشتياقي للأطفال غلبني وابني الكبير عنده خمس سنين. لما عرفت إني حامل لتاني مرة، بقيت متلخبطة ما بين إني فرحانة وما بين إني خايفة قوي. بس الخوف في الحمل التاني بيبقى مختلف عن الأول؛ إحساس الخوف المرة التانية بيبقى خوف علي طفلك الأول وخوف علي البيبي اللي جاي، هل هتعرفي تحبيه زي ما ابنك الأول أخد قلبك وكل حياتك؟ طيب هتعرفي تعدلي بينهم؟ طيب هتلاقي له وقت منين أصلًا والأول واخد كل طاقتك ووقتك وحبك وفلوسك؟
النهارده وبعد سنتين من وصول ابني التاني اللي فعلًا غير لنا حياتنا، اكتشفت حاجات كتير حلوة قوي ما كنتش متخيلة إني أحسها، كنت فاكرة إني مش هاعرف أحبه كفاية بس الحقيقة إني من أول لحظة خرج فيها مني وجسمه لمس جسمي وبصيت في وشه، عرفت إنه معجزة حقيقية جديدة في حياتي.
ابني التاني عرّفني إني قوية وباستحمل وإني لسه قلبي فيه مكان كبير قوي عشان يحبه وإني عندي طاقة عطاء كنت فاكراها كلها رايحة وهتخلص لأخوه الكبير، آخر العنقود عرفني حلاوة الدنيا وأنا شايفاه ماشي ورا أخوه وبيقلده في كل حركة ومش بيهدي غير بوجوده.

مصدر الصورة: رنا هاني – الطفل التاني
حبيبي آخر العنقود، انت عارف الربع ساعة اللي في آخر كل يوم اللي بعرف أخطفهم معاك بعد نوم أخوك دول اللي بيفرحوني وبيخلوني قادرة أكمل؟ آه باكون مجهدة بس لما بتيجي في حضني وتلعب في شعري بإيديك الصغننة وتقول كلامك اللي مش مفهوم، بابقى عايزة الدقايق ما تخلصش، بابقى عايزة الوقت يقف ونفضل قاعدين في حضن بعض.
حبيبي آخر العنقود، استني شوية ما تكبرش بسرعة، أنا بحبك وبحب كل تفاصيلك وبحب ضحكة أخوك اللي بيضحكها بسببك وبحب نفسي اللي اكتشفتها بعدك، انت جيت كملتنا وكبرت عيلتنا، قوّتنا وربطنا أكتر ببعض، انت جيت مليت بيتنا بصوتك وبلعبك وبضحكتك وببصماتك الصغننة اللي على كل ترابيزة وشباك وعلى لعب أخوك وكتبه.
حبيبي آخر العنقود، من سنتين بس كنت فاكرة إني جبتك للدنيا وقدمت لك حياة، بس طلعت انت اللي ادتنا كلنا فوق الحياة حياة.
وانتي كمان قولي لنا في التعليقات آخر العنقود غيّر فيكي إيه؟
التعليق باستخدام حساب فيس بوك