الوقت اللي بنعدي بيه دلوقتي بسبب أزمة كورونا يعتبر من أصعب الفترات اللي ممكن نعدي بيها في حياتنا نفسيًا وعاطفيًا، القلق والترقب والخوف من المجهول مسيطر على حياة كتير مننا مهما حاولنا نكون إيجابيين ومتفائلين بس ده مش معناه إننا مش حاسين بخوف لكن معناه إننا بنحاول نتعامل مع مشاعرنا بصورة صحية. وده بالظبط اللي ولادنا بيعدوا بيه دلوقتي زينا كل المشاعر اللي احنا حاسين بيها، هم كمان شايفينها وحاسينها بس الفرق إنهم لسه ما عندهمش المهارة والقدرة الكفابة على إدارة مشاعرهم والتعامل معاها بصورة صحية.
عشان كده، كل المشاعر والقلق ده بتترجم في صورة تغيير في سلوكهم وتصرفات تبان لينا سوء سلوك لكن هي في الحقيقة رسالة استغاثة “ماما، أنا خايف، طمنيني”/”ماما، أنا حياتي وقفت ليه؟ فهميني”/”أنا زهقان ومحتاج أشوف ناس وألعب مع أصحابي، احتويني”. وغيرها رسايل كتير ولادنا بيحاولوا يوصلوها في شكل سلوكيات متغيرة عن طبيعتهم أو عصبية أو عياط كتير أو خناق مع بعض. عشان كده، دورنا احنا نكون المدرب العاطفي لولادنا، اللي يقدر يساعدهم يكونوا واعيين بالمشاعر اللي حاسينها في الوقت الصعب بسبب أزمة فيروس كورونا ويتعايشوا ويعبروا عنها بشكل صحي.
- لما يتكلموا أو يبينوا غضبهم أو زهقهم يكون رد فعلي هادي ومتفهم وابين لهم إني فاهمة كويس اللي حاسين بيه ومقدرة ضيقهم.
- اشجعهم يتكلموا ويعبروا عن اللي حاسين بيه من غير تأنيب وافهمهم إن إحساسهم ده طبيعي ومقبول.
- نقلل تعرضهم للأخبار السيئة حوالينا وعدد إصابات وعدد وفيات والكلام اللي بنتابعه وبنسمعه كل يوم. حتي بيننا وبين بعض في البيت الواحد، حاولوا ما تتكلموش قدامهم عن أي حاجة سلبية بتدور في العالم دلوقتي.
- الأحضان والتلامس الجسدي بيننا وبينهم مهمة جدًا في الوقت ده عشان نعوضهم عن البعد الاجتماعي المفاجيء اللي حصل لهم وبعدهم عن أصحابهم وأجدادهم وفقدانهم لدفا حضنهم.
- نطمنهم إننا واخدين بالنا منهم وبنساعدهم يحافظوا على صحتهم وإنهم في أمان وبعيد عن الخطر اللي بيسمعوا عنه بسبب فيروس كورونا طول ما احنا متبعين تعليمات السلامة، فمفيش داعي للقلق.
- الروتين اليومي الثابت مهم جدًا في المساعدة على استقرار الولاد النفسي لإن النوم الفجر وشقلبة اليوم وإنهم يقضوا يومهم من غير روتين هادي وثابت هيزود الإحساس بالسوء. خلي الروتين مرن في نفس الوقت عشان ما يحسسهمش إنهم في معسكر لكن يساعدهم يحسوا بالاستقرار والأمان.
- وأخيرًا، من أهم الحاجات اللي بتأثر علي موود الولاد وحالتهم النفسية هي حالتنا احنا النفسية وطريقة تعاملنا مع اللي بيحصل حوالينا وإدارتنا لحياتنا وقت الأزمة، عشان إحنا مصدر الأمان في حياتهم فمهم قوي نحافظ على تفاؤلنا وتعاملنا بإيجابية قدام الولاد حتى لو عكس اللي حاسين بيه بس مهم قوي إننا ما نحسسهمش بخوفنا.
كل ده بكرة هيعدي. ما تنسيش إننا في فترة مؤقتة واستثنائية في حياتنا. وإن ولادنا دول أبطال ومتلخبطين وخايفين محتاجين مننا غير شوية احتواء زيادة وأحضان وكلام إيجابي يساعدهم يكملوا الأيام دي وهم متطمنين بيكي ومتدفيين في حضنك.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك