طبعًا فتحتوا بسرعة المقال عشان العنوان بتاعه “طرق عقاب الأطفال” لإن ده من أكتر التساؤلات اللي بتيجي لي من الأمهات، عايزة أربي تربية إيجابية، ومش عايزة أضرب وأصوّت، قولي لي بقى “أعاقب إزاي؟” بس المفاجأة هنا واللي أنتم أكيد متوقعينها هي إن “مفيش عقاب” أساسًا وإن التربية الإيجابية ضد المبدأ ده أصلًا والبديل بتاعه هو “العواقب” سواءً كانت العواقب المنطقي أو الطبيعية وده اللي هنتكلم عليه باختلاف عمر الطفل دلوقتي.
عقاب الأطفال الصحي أول 3 سنين في عمر الطفل
أول 3 سنين الطفل بيكون في مرحلة استكشاف وبس بيبقى عايز يفهم الدنيا من حواليه، والكلمة اللي أمهات كتير بتقولها “ده فاهم كل حاجة مش بيسمع الكلام ليه بقى؟!” والحقيقة إنه بيكون لسه تكوين مخه ما عندوش القدرة علي تذكر وتنفيذ الأوامر اللي بنديها له كل مرة.
عشان كده، أول كام سنة من عمر الطفل بنعمل 3 حاجات أساسية (تشتيت عن الغلط أو عن الحاجة اللي عايز يكتشفها بحاجة تانية مسموحة \ إعادة توجيه للتصرف الغلط بإننا نديله بديل للتصرف ده \ توفير بيئة أمان للطفل يعيش ويتعامل فيها من غير ما طول الوقت نكون بنقول له لا وغلط.
وعلى نهاية السنة التانية نبدأ بالتدريج نعوّده على العواقب بإنه يصلح اللي عمله زي لو “رمي حاجة علي الأرض، يشيلها \ ضرب حد، نمسك إيده نخليه يطبطب بيها \ كسر حاجة، نخليه يساعد معانا ويصلحها”. وطبعًا التايم أوت أو كورنر العقاب ده مرفوض لأسباب كتير ولو إنه سائد ومنتشر والناس متخيلين إنه بديل لطيف للزعيق في السن ده ولكنه بديل مؤقت على المدي القصير بس.
عقاب الأطفال الصحي من 3 سنين لـ 6 سنين
الطفل بنبدأ نستخدم معاه العواقب الطبيعية والعواقب المنطقية بشكل أكبر، العواقب المنطقية هي أقرب صورة للعقاب التقليدي اللي الناس متعودين عليه، ولكن لها شروط بإن لازم يكون بالاتفاق مع الطفل ويكون منطقي وبيحافظ علي احترام الطفل، وفي نفس الوقت له علاقة بالغلط اللي حصل، يعني ما ينفعش يكون عشان اتخانق مع أخوه أحرمه من المصروف مثلًا!
والعواقب الطبيعية كمان وهي رد الفعل الطبيعي اللي هيقع على الطفل نتيجة تصرفه من غير ما أتدخل أنا وأجوّد وأزوّد العقاب أو حتى أتدخل وأنقذه، زي “ما ذاكرش أو ما عملش الواجب، أسيبه يروح المدرسة من غيرهم، مش أزعق وأحرم من المصروف والآخر أساعده يعمل الواجب” لإن الطفل محتاج يحس بنتيجة قراراته بنفسه من غير ما نشوّش احنا بتدخلنا فيها.
نطلب من الطفل يصلّح الموقف نفسيًا مش بس بكلمة أسف (يعني مثلًا ضرب أخوه يبقى بعد ما يعتذر له يعمل له حاجة تبسطه أو يساعده في حاجة. المهم يبقى عارف إنه لما بيزعّل حد أو يغلط، فهو يقدر إنه يصلّح الموقف ده بتصرفاته برده مش بس بالاعتذار.
عقاب الطفل الصحي من 6 سنين لـ 12 سنة
هنبدأ نزود على كل الطرق اللي فاتت، أداة مهمة جدًا في التربية الإيجابية وهي البحث عن حلول، إننا نمرّن الطفل بعد أي خطأ متكرر اتكلمنا فيه إنه يدور على حلول بنفسه يقدر يتحكم فيها إنه ما يعملش الغلط ده تاني، تدريب الطفل على الأداة دي بتعزز عند الطفل مهارة حل المشكلات والتفكير العقلاني.
العقاب الصحي لسن المراهقة
المراهق بقى ما ينفعش أبدًا نقول له كلمة عقاب أو لو ما عملتش كذا، هاعاقبك، لإن دي أكتر حاجة ممكن تستفز المراهق ويدخل معانا في صراع قوة مالوش آخر، المراهق هنستخدم معاه كل اللي فات، والمهم إننا نديله فرصة يكون سيد قراره “اللي كتير منها هيكون غلط للأسف” ولكنه لازم يحس بسلطته على نفسه لإن ده هيقلل رغبته في إثبات نفسه بطرق غلط.
لكن مهم كمان للمراهق إننا ما نعلقش على كل حاجة ونتجاهل الغلطات البسيطة اللي ممكن تعدي عشان نقدر نقلل النقد اللي بيأثر جدًا بصورة سلبية عليه. والأهم من كل ده إننا نفتكر إيه هدفنا من العقاب أو العواقب ده، عايزة الطفل يتوجع وأشوف بعيني الندم في عينيه عشان يخاف وما يكررش الغضب ولّا عايزاه يتعلم ياخد قراراته ويشيل شيلته وهو عارف ومتأكد إنه الوحيد المسؤول عنها.
1 comment
ممتاز