زمان أيام أبويا وجدي، كانوا الرجالة بيشتغلوا وقت معين وبيرجعوا البيت على العصر يتغدوا ويناموا ويصحوا يعيشوا اليوم مع ولادهم. كان الأب بيعرف يشارك في حياة ولاده ويسيب بصمته اللي بتكبر في قلوبهم كل ما يكبروا. لكن للأسف في الزمن الصعب السريع اللي احنا فيه ما بقاش فيه أب بيلحق يقعد في بيته ولا يشوف ولاده لدرجة إنه ممكن ما يكونش عارف أبسط تفاصيل في حياة ولاده زي إنه يتلخبط ابنه في سنة كام مثلًا! بقى الأب اللي يتشاف في التمرين مع ابنه حاجة نادرة الوجود، أو الأب اللي خارج يتمشى مع بنته ويتكلم معاها محتاج يتعمل له تمثال. وده طبعًا للأسف من أهم أسبابه إننا بنجري ورا لقمة العيش وحياة أفضل لولادنا فما بقاش فاضل وقت غير للشغل.
لكن هل ده كفاية؟ هل الموضوع مستاهل إنك كأب تضيّع على نفسك حلاوة أحلى علاقة في الدنيا؟ يمكن الحياة الكريمة اللي بتحلم بيها لولادك مهمة بس أكيد فيه بديل عشان ما تسيبش السنين تجري من بين إيديك وانت في دور الغائب الحاضر في حياة ولادك، وانت متقمص دور البنك وعايش جواه ومش عايش دورك الحقيقي ومش مستمتع بيه وناسي حقك في ولادك وحقهم فيك.
عزيزي الأب.. انت عارف إن أكبر وأهم مؤثر في حياة أولادك هو انت؟ آه والله! تأثيرك النفسي فيهم وفي شخصيتهم مالوش بديل ومحدش غيرك يقدر يقوم بيه ولا يسده عنك. فيه دراسة اتعملت في جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية على ٥٨٤ أسرة أثبتت إن كل ما الأب يكون موجود ومشارك في حياة أولاده وقريب منهم وبيكفي احتياجاتهم النفسية وبيقضي معاهم وقت، كل ما الأطفال يكونوا أذكى في المدرسة وأنجح خلال مراحل حياتهم التعليمية وردود أفعالهم أهدى ونفسيتهم أسعد.
انت متخيل عزيزي الأب وجودك معاهم هيفرق أد إيه وممكن يحل مشاكل أد إيه لو بس قطعت من زحمة يومك شوية وقت قضيته مع ولادك؟
أنا كزوجة لدكتور، عارفة كويس جدًا يعني إيه الأب يكون مشغول طول اليوم في شغله وبيروح بيته على النوم بس، ومقدرة جدًا أنا وأمهات كتير غيري دور الراجل الأب الشقيان عشان حياة أحسن لأولاده.
بس في وسط الدوشة دي، لو وقفت كل يوم نص ساعة وكنت بقلبك وعقلك فعلًا مع ولادك: لو صغيرين تلاعبهم وتجري وراهم وتضحّكهم، ولو كبار تكون صاحب يشاركهم اهتماماتهم ويتابع أخبارهم ويحكي لهم أخباره وياخد رأيهم وياخدوا رأيه.
حتى لو الوقت ده كان في العربية وانت بتوصلهم للمدرسة الصبح اتكلمت معاهم وسمعتهم وهزرت معاهم. وقت بسيط بس هيفرق كتير.

مصدر الصورة: رنا هاني
عزيزي الأب، خليك جنب ابنك واتمسّك بحقك فيه وحقه فيك، قل له إنك بتحبه وإنه بيوحشك، فاجئه بحضن أو بكلمة إعجاب، خليك حواليهم دايمًا موجود وبتشارك بجد. ولادك محتاجين يحسوا إنك أعز أصحابهم وإنك أكتر حد يقدروا يثقوا فيه ويتكلموا معاه، عشان ده حقك وحقهم. هم محتاجينك مصدر دعم مش مجرد مصدر الفلوس.
عزيزي الأب.. تأثيرك في حياة أطفالك مالوش مثيل ولا بديل، احجز مكانك في قلب أولادك من صغرهم، خليهم يستنوك ويحسّوا ببصمتك في حياتهم عشان دي أهم بصمة هتفضل من بعدك في الدنيا.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك