زمان كانت التربية معتمدة على مدرسة الثواب والعقاب: هتعمل حاجة كويسة، هتتكافيء عليها. هتغلط، هتتعاقب عشان تتعلم من غلطك. بس بمرور السنين وبظهور مدارس مختلفة للتربية ومع الدراسات الحديثة، اكتشف علماء التربية إن مش دي أحسن طريقة للتربية وإن عقاب الأطفال له تأثير سلبي على تكوين شخصية الطفل وصحته النفسية، لإننا لما بنعاقب أولادنا، مش بنعاقبهم على قد الفعل اللي عملوه ولكننا بنصب غضبنا وضغوطنا على أضعف كائن في حياتنا.
عشان كده، قدمت لنا مؤسسة التربية الإيجابية بالولايات المتحدة بدايل مختلفة لعقاب الأطفال واللي أثبتت كفائتها على مدار سنين في تحميل الأطفال مسؤولية أخطائهم وإنهم يخرجوا من الموقف متعلمين مهارة جديدة تفيدهم في حياتهم. قبل ما نتكلم عن بدائل عقاب الأطفال، تعالوا نشوف الأول إيه الآثار السلبية اللي ممكن يسببها العقاب على شخصية ولادنا:
آثار العقاب على الأطفال
- أسوء تأثير ممكن يسببه العقاب في نفوس أطفالنا هو فقدان الثقة في الأم والأب وإنه ممكن يخلّي الطفل يلجأ للكذب عشان يفلت من العقاب.
- ممكن يخلّي الطفل دايمًا حاسس بالظلم وعنده الرغبة في الانتقام ونتيجة فكرة “هي بتقدر تهينني وتضربني دلوقتي بس لما أقدر، هانتقم” وده بيظهر جدًا في فترة المراهقة.
- الطفل اللي بيتعاقب كتير، ممكن يكبر على هيئة مراهق متمرد عايز يثبت بأي طريقة إنه صح ومش مستعد للتوجيه.
- عقاب الطفل بيوصل للطفل إن الإهانة والضرب ده سلوك طبيعي للتعبير عن الغضب واللي بتكبر معاه وبيمارسها بعد كده على اللي أصغر أو أضعف منه.
- صورة الطفل قدام نفسه بتتهز وبياخد تصور عن نفسه إنه إنسان سيء ويستاهل العقاب.
بدائل عقاب الأطفال
- العواقب الطبيعية:
أول وأحسن بديل وأكتر حاجة فعالة من وجهة نظري الشخصية هي العواقب الطبيعية بمعنى إننا نسيب رد الفعل الطبيعي من الدنيا يعلمهم من غير تدخل مننا يعني: ضيّع كتاب، يحوّش ويجيب غيره. نسي الجاكيت، هيبرد. نسي اللانش بوكس، هيجوع. وغيرها من المواقف. لما بنسيب الطفل يتعامل مع النتيجة الطبيعية لتصرفاته من غير ما نلحقه ونتصرف مكانه ومن غير ما نلومه أو نزعق له عشان اللي عمله، ده بيضمن أكبر استفادة لمخ الطفل إنه بعد كده يقدر يسترجع الموقف ده ويفكر فيه ويشوف بديل عشان ما يتكررش.
شوفي هنا .. Naughty Chair: كرسي العقاب بين الحقيقة والخيال
يعني لو اتدخلتي انتي في وقت الموقف بجمل زي “تستاهل” أو “ما سمعتش كلامي ليه؟” أو “مش فكرتك 100 مرة؟” أو أي كلام فيه تأنيب، بيخلّي مخ الطفل يتشتت بدل التركيز على الموقف وعواقبه، بيركز على رد فعلك وكلامك السلبي. ففي الآخر برضه مش بيتعلم من الموقف.
- العواقب المنطقية:
ودي معناها إن الطفل بيتحمل نتيجة خطأه ويصلح الغلط ده ويشوف حلول ويفكر بعد كده إزاي ما يتكررش عشان ده اللي هيوصله إنه هو مسؤول عن أفعاله وتصرفاته وده اللي يخليه يكبر بني آدم بيراقب نفسه في وجود أو عدم وجود رقيب عليه.
لكن العواقب المنطقية دي لها أربع شروط عشان نقدر ننفذها بطريقة مظبوطة:
- إنها تكون مرتبطة بالفعل اللي الطفل عمله زي: وقع عصير، ينضفه. شخبط على الحيطة، يمسحها. مش مثلًا كسر لعبة نمنعه من التلفزيون: كده الفعل ورد الفعل ما لهمش علاقة ومش مرتبطين ببعض. وممكن طبعًا أنا أساعده في تنظيفها لو كانت المهمة صعبة بالنسبة له أو إن سنه لسه صغير.
- العواقب اللي بنحطها تكون محترمة الطفل وما يكونش فيها أي نوع من أنواع الإهانة للطفل.
- تكون منطقية ومن غير أفورة، يعني ساعات بنتخيل إن الطفل عشان يتعلم من غلطه، لازم يتوجع أو يحس قوي إنه عمل غلطة، لكن مش دي الحقيقة. الطفل بيتعلم من تصحيح غلطه وتحمل مسؤوليته.
- بتساعد الطفل إنه يحل المشكلة ونركز على الحلول مش بتحسسه بالذنب.
لو الأربع شروط دي ما تطبقتش، تبقى مش دي العواقب المنطقية، يبقى اتحول الموضوع لعقاب.
في النهاية، بنفكرك إن العقاب والزعيق والضرب دول الحل الأسهل اللي هيخلص الموقف دلوقتي ويوقّف الطفل حالًا عن اللي بيعمله يعني تأثيره قصير المدي ومش مفيد بأي صورة لشخصية ولادنا أو صحتهم النفسية. لو لسه بتعاقبي ولادك، جربي ابدأي البدايل اللي في المقال ده، وخليكي صبورة في النتيجة وقولي لنا لما تحسي بفرق.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك