محتويات المقال
الغيرة بين الإخوات من أكتر المشاكل اللي بتسبب للأهل خوف من المستقبل على ولادهم، وبنحس بيها إنها نهاية الدنيا وإنهم كده مش هيحبوا بعض. لدرجة أوقات بنضطر ننكر مشاعر ولادنا عليهم أو نزعل منهم بسبب غيرتهم دي، عشان يفهموا إنها مش مقبولة ومش مسموح بيها، لإنها أكيد هتؤثر على الحب والترابط بين الإخوات، على أساس إننا كده بنحمي علاقتهم وترابطهم ببعض!
حقيقة الغيرة
لكن الحقيقة هي إن على قد ما مشاعر الغيرة بين الإخوات لو كبرت بينهم وما اتعالجتش بصورة صحية هتعمل أكيد مشاكل في حبهم وعلاقتهم في المستقبل، لكن كمان مشاعر الغيرة من المشاعر اللي ربنا خلقها فينا زيها زي أي مشاعر تانية محتاجين نتعامل معاها ونخرّجها صح عشان نقدر نستفيد منها بدل ما تؤذينا أو تؤذي غيرنا.
بذرة الغيرة
بس الأول مهم نعرف إن أوقات الأب و الأم بتصرفاتهم ومن غير قصد بيزرعوا بإيديهم بذرة الغيرة بين ولادهم. وأوقات تانية طريقة تعاملهم مع الغيرة دي بيزودها مش بيصلحها، فكالعادة ناخد بالنا إننا الأساس.
التعامل مع الغيرة بين الأخوات
طيب نعمل إيه بقى عشان ما نخلقش الغيرة بين ولادنا ونتصرف ازاي لو فيه غيرة بينهم؟
- أول حاجة نقدر نساعد بيها ولادنا ونبقى قدمنا لهم بيها خدمة حقيقية لحياتهم بعد كده هي ضبط النفس، يعني تدريبهم على التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحية، يقدروا يحددوا لما يعدوا بأي موقف همّ حاسين بإيه وازاي يقدروا يخرجوا المشاعر دي بطريقة صح تنفعهم وما تؤذيهمش.
وده هيحصل ازاي؟ هيحصل عن طريق إني من البداية أقبل مشاعر الغيرة دي عند طفلي وأسميها باسمها الحقيقي وأساعده يترجمها.
يعني لما ابني ييجي يقولي “أنا باكره أختي” أو “يا ريت ما كانش عندي أخ” أو “أنا مش عايز إخواتي في حياتي تاني”، فانا أزعق له وأقول له إزاي تقول كده أو أنكر عليه إحساسه وأقول له لا بيتهيأ لك، ده انت ما تقدرش تعيش من غيرهم، فيضطر الطفل عشان يوصل لنا الضيق اللي حاسس بيه إنه يحاول فعلًا يبين لنا بالتصرفات قد إيه هو مش بيحب إخواته!
فبدل ما نعمل كده، ممكن نترجم له اللي حاسس بيه “أنت شكلك حاسس بالغيرةمتضايق من أخوك عشان أخد لعبكدي اسمها غيرة حقك تحس بكده بس مش من حقك تإذيه بالكلام”، “تعالي نشوف ممكن نتصرف ازاي عشان الشعور اللي مضايقك ده؟”
- مهم كمان إني أتجنب تمامًا المقارنات بين ولادي، حتى لو حد فيهم قال مثلًا “شوفتي انا أخدت ميدالية زي اخويا” أبين له إني فخورة بتعبه وبمجهوده وبتفوقه على نفسه، من غير ما أشجعه إنه يكمل مقارنة نفسه بأخوه بجمل زي “برافو المرة الجاية تاخد إتنين زيه”.
- أوقات كمان بيننا وبين نفسنا بنميل للولد عن البنت أو للبنت عن الولد، أو حتى أوقات بنفضل الهادي عن الشقي، وبنتخيل إن الولاد مش حاسين بحاجة لكن هم مشاعرنا كلها بتوصلهم وبتخليهم تلقائي يتضايقوا من بعض.
- أقدم لكل واحد في ولادي الاهتمام اللي محتاجه واللي يخليه مميز بطريقته، مش لازم عشان أحس إني باعدل بين ولادي إني أعاملهم زي بعض بالمللي، ممكن الكبير يكون محتاج يحس بالمشاركة والكلام معاكي والصغير محتاج شوية زغزغة مش أكتر.
- من الحاجات المهمة كمان إننا ما نتدخلش في كل الخناقات بين ولادنا ونحكم ما بينهم، لإن أوقات ممكن نتعاطف مع الصغير ضد الكبير أو مع الطرف الأضعف، وده من أكتر الحاجات اللي بتزود الغيرة بينهم وتحسسهم بعدم الانتماء، فنسيبهم يحلوا مشاكلهم سوا على قد ما نقدر ويوم ما نتدخل نكون حياديين جدًا.
وفي الآخر لازم نعرف إن الغيرة شعور طبيعي وفطري مش لازم يخوفنا لكن تعاملنا معاه صح، وتصالحنا مع وجوده هيخلّي تأثيره أقل كتير على ولادنا.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك