في الأيام اللي فاتت انتشرت الريفيوز اللي بتتكلم عن فيلم Don’t Look Up، واللي من بطولة ليوناردو دي كابريو، جينيفر لورانس، جونا هيل، ميريل ستريب، وإخراج آدم مكاي، وكان أغلب الآراء بتتكلم عن روعة آداء الممثلين، وعن احتمالية فوزهم بجوايز أوسكار السنة دي، وأنا عادة ما بحبش الحاجات اللي بتتحول لترند، سواء أفلام أو غيره، لإني بحس إن وجهات النظر بتتأثر بالترند اللي ماشي، فلو الناس بتقول على الفيلم حلو، يبقى لازم أي شخص يشوفه حلو لإن مش معقول هو الوحيد اللي له وجهة نظر مختلفة، ولو له وجهة نظر مختلفة هيخاف يعبر عنها، لإن الناس هتقول إنه عاوزه يتشهر أو يكون له رأي مخالف وخلاص، لكن الحقيقة إن الفيلم ده بالنسبة لي مختلف، مش علشان تمثيل ولا إخراج ولا أسامي فنانين، لكن علشان القضية أو الحالة اللي عرضها على مدار الفيلم، وده تحديدًا اللي أنا كاتبه عنه المقال ده، بس عاوزه أفكرك إنك لو لسا ما شوفتيش الفيلم ومش عاوزه تحرقي الأحداث، ما تكمليش قراءة إلا لما تتفرجي على الفيلم.
-
فكرة الفيلم
فكرة الفيلم بتدور حوالين إن مجموعة من العلماء اكتشفوا إن في مذنب ضخم في طريقه لكوكب الأرض، وهيسبب دمار للكوكب كله، وفي إمكانية لتحويل مساره وإنقاذ البشرية.
تخيلوا لو ده حاصل في الواقع دلوقتي، إيه الحلول المقترحة؟ أكيد العلماء دول هينشروا الحقيقة دي للعالم، والدول والقوى الفاعلة هتاخد إجراء حقيقي، وتبدأ في مواجهة الخطر، ده المنطقي والطبيعي.
لكن اللي حصل في الفيلم، إن العلماء فعلا نشروا المعلومة للناس، لكن تم الاستخفاف بيها، لحد ما حصلت الكارثة.
والاستخفاف ده حصل لسببين: السبب الأول إن القوى السياسية مكانتش عاوزه تاخد إجراء حقيقي، وشككت في كلامهم من الأصل، لحد ما لقوا إن الموضوع ده هيكون في صالحهم في الانتخابات، والسبب التاني هو الإعلام والرأي العام.

don’t look up
-
فيلم don’t look up يشبهنا في إيه؟
- صحيح إن الفيلم فيه إسقاطات سياسية، على سياسات “ترامب”، وعلى تحكم رجال الأعمال في القرارات السيادية والسياسية، لكن اللي يهمني في المقال ده هو الجزء الخاص بينا إحنا كعامة الشعب وكمجتمع، وتشكيل الإعلام لوعينا ولقراراتنا.
- علشان العلماء في الفيلم يقدروا يوصلوا فكرتهم للناس، اضطروا يعملوا مداخلة في برنامج كوميدي وساخر لإن نسب مشاهداته عالية جدًا، وكانت النتيجة إن محدش أخد كلامهم بشكل جاد، بالعكس طلعت ميمز وكوميكس عليهم على السوشال ميديا.
- وده بيحصل عندنا كل يوم، البرامج الإعلامية بقت تستضيف مغنيين المهرجانات وتشهرهم أكتر، ده غير أعداد ضيوف البرامج اللي مفيش ليهم أي وزن، وبعد ما نتفرج على برنامج لمدة ساعة، نلاقي إننا ما استفدناش أي حاجة، غير نكات ثقيلة الظل، أو زعيق مقدم البرنامج في وشنا.
- تأثير السوشال ميديا، كتير مننا لما بيقرأ أي بوست فيه معلومة على الفيسبوك، بيبدأ يدور على مصدر المعلومة وخلفية الكاتب، ويشوف مدى دقة المعلومات أو الأخبار اللي هو كاتبها دي، لكن المشكلة في فئة الشباب والمراهقين اللي يستخدموا السوشال ميديا بدون أي وعي أو نضج، وياخدوا أي كلام على إنه مسلمات، ودول الفئة الأكبر من مستخدمي السوشال ميديا، ومن الناس اللي ممكن تتحرك وتعمل أي حاجة على الأرض.
- وده اللي حصل في الفيلم، إن ظهر تيار كبير وكاسح بيقول don’t look up، يعني ما تبصوش على المذنب أصلا، كناية عن إن مفيش حاجة أصلا، وإن العلماء دول بيضحكوا عليهم، ومفيش مانع من إنهم يلبسوا أي تهم جاهزة عشان نبين قد إيه هما متآمرين على المجتمع.
Malcom And Marie: فيلم عن العلاقات السامة مش فيلم رومانسي
- تلبيس أي قضية أو فكرة لبس سياسي، فيخلي الناس يقولوا أنا مليش في السياسة، أو إحنا ازاي هنفهم في الحاجات دي، أو يكون خوف من تداول والكلام في الموضوع أصلا، مع إن القضية ما تكونش سياسية أصلا ولا حاجة.
- سلبية الأفراد، مؤذية للمجتمع ككل، في مشاكل كبيرة إذا حصلت، هتؤذي كل الناس بما فيهم السلبين، صحيح مش شرط يكون مذنب، بس ممكن تكون مشكلة أخلاقية، أو دينية أو اجتماعية.
- التكنولوجيا صحيح مبهرة وخارقة، بس مش دايما هتكون في صالحنا، ومُلّاك شركات التكنولوجيا دي حساباتهم مختلفة عننا خالص، وأقرب مثال لده هو مارك زوكربيرج واللي مش عامل الفيسبوك علشان سواد عنينا أبدًا.
- بالنسبة لي، أنا مش شايفة إن الفيلم كوميدي خالص، لإنه بيحزن على واقعنا، وتخيلت إن لو في مذنب فعلا، فالعلماء مش هيقدروا يطلعوا يقولوا ده لإن جداول البرامج مشغولة بالفنانة اللي حلقت شعرها، وجوز الفنانة الحنين عليها، والفنان اللي مش راضي يدفع نفقة طليقته.
ودلوقتي لو كنتي اتفرجتي على الفيلم قوليلنا لقيتي إيه يشبهنا؟
الفيلم إللي هيغير طريقة أكلك إنتي وعيلتك
التعليق باستخدام حساب فيس بوك