المقال ده هو مقالي الأول في سلسلة مقالات “ماما من غير دراما” هنتكلم في السلسلة دي عن كل حاجة تخصنا كأمهات: مشاعرنا، مشاكلنا، أفكارنا، وتحدياتنا مع ولادنا وازاي نتغلب عليها. في سلسلة مقالات “ماما من غير دراما” هاعرفكم وهتعرفوني من غير تمثيل ولا تنظير، أنا أم متبهدلة مع ولادي زيي زيكم، بس بحبهم قوي ولاد الإيه زي ما أنتم بتموتوا في ولادكم. هاحكي لكم عن ولادي وعن مشاكلنا وهاسمع منكم وهنفكر ازاي نكبرهم سوا رجالة و ستات زي ما بنحلم. بالنسبة لي أكبر حلم ليا إني أكبّر بني آدمين أسوياء نفسيًا عندهم resilience ما بيتكسروش مع مطبات الدنيا، فاهمينها أحسن مني وعارفين إن سلامهم النفسي أهم وأغلى من حاجات كتير تانية في دنيتهم.
هنتعلم مع بعض إزاي نتبسط بولادنا ونستمتع بالرحلة معاهم ونكرمهم الكام سنة اللي عايشينها معاهم قبل ما تكبر جناحاتهم ويطيروا وينطلقوا في الدنيا ويلونوها بألوانهم الخاصة بس هيكون باين فيها بصمتنا من بعيد. الغريب بقى اني لما فكرت هاكتب إيه النهارده لقيت إن الكلام اللي في قلبي مش عن ولادنا، ده عن أهلنا ومليان دراما، عكس اسم السلسلة. بس قررت إني هاكتب اللي حسّاه وأمري لله برغم دراميته ولونه الموف الغامق عشان الأحداث. كلامي النهارده لأمي وأبويا ولكل جد وجدة محرومين من لمة ولادهم وأحفادهم ومن دوشتنا وقلبتنا للبيت.
لكل نانا وجدو
بعد 3 شهور حظر وحجر صحي، بعد ما مقابلاتنا لأهلنا بقينا بنفكر فيها ألف مرة قبل ما نعملها، وفي الآخر غالبًا مش بنروح، ولو رحنا بنبقى قاعدين خايفين عليكم. نفسنا نحضنكم ومانعين نفسنا ومانعين ولادنا، بنشاور لكم من بعيد ومش عارفين نقرّب.
احنا حياتنا وحياة ولادنا بعيد عنكم صعبة وباردة قوي بس مكملين حبًا وخوف عليكم.
أنا ما شفتش جدتي بقى لي 3 شهور ووحشتني قوي قوي. وحشني لمتنا كل جمعة على الغدا في بيت ماما. وحشني إني أروح وأنا متطمنة ومش قلقانة وحاسة إني باعمل جريمة في حق أهلي، وحشني تجمعنا كل خميس في بيت حماتي ودوشة ولادنا وخناقهم اللي كنت بارجع منها مصدعة ونايمة على نفسي بس فرحانة ومرتاحة عشان مع حبايبي.
لكل نانا وجدو بقى لهم كتير ما شافوش أحفادهم وزعلانين مننا عايزة أقول لكم على عينينا والله، احنا حاسين بيكم! ده احنا مكملين على بركة وحلاوة الأيام دي! عايشين على أمل نرجع لدفاكم وحضنكم وانتم بصحتكم ومنورين دنيتنا.
احنا آسفين لو مقصرين وقاعدين في بيوتنا بعيد عنكم، احنا آسفين عشان حارمينكم من أحفادكم. حقكم علينا احنا محتاجين لكم أكتر بكتير ما انتم محتاجين لنا.
لكل نانا وجدو معترضين على مقابلات الأحفاد من ورا شاشة الموبايل بس، ومفتقدين إنهم يلموا ولادهم وأحفادهم حواليهم تاني، هانت وهنعوضكم وهندوشكم تاني احنا وولادنا وعلى رأي حسين الجاسمي: لو طالت المسافات، وبعدتنا الأيام، ما بيننا ألف حاجة تبيّن الاهتمام، احنا بقى عايشين ببركة الكام ألف حاجة اللي ما بيننا، اجمدوا والله هانت.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك