سن المراهقة، مرحلة الوحش اللي كلنا خايفين منها ياقعدين مستنينها بقلق يا جواها بالعيال ومش عارفين بنتعامل صح واللا غلط!
بالنسبة لنا المراهق ده كائن غير مفهوم،بنشوفه في نظرنا هو لا كبير ولا صغير، لا مسؤل كفاية عن تصرفاته ولا لسة مش فاهم فهفنفوت له عادي!
– إحنا ليه مش عارفين نتعامل معاهم ولا نفهمهم صح؟
ببساطة لأن كتير مننا مش بيبقي عارف كم وحجم التغيير اللي بيحصل في حياة ولاده ومقدر اللخبطة اللي هما فيها، فبنبدا نعاملهم إنهم “كبروا” وبس وفي نفس الوقت بنكون لا إحنا ولا هما فاهمين مع بداية سن المراهقة بيبدأ يحصل تغييرات كبيرة وكتيرة في المراهق، تغيرات بدنية ونفسية سريعة جدا، حسب منظمة الصحة العالمية يعاني من 10 إلى 20% من المراهقين عالميا من مشاكل في صحتهم النفسية.
وللأسف إحنا بنبقي متخيلين إن ده بقي قليل الأدب\ ده صوتها علي\ بقت ترد عليا او نترجمه علي شورة سوء سلوك وخلاص، وكل ده ببساطة تقلبات مزاجية ولخبطة نفسية بسبب إنهم بيكبروا وبيحالوا يكتشفوا نفسهم جوا التغيير الجذري اللي في حياتهم ده وبيحاولوا يكتشفوا هويتهم ويفرضوا شخصيتهم ووجودهم.
- تعالوا نعرف إيه التغيرات اللي بيعدي بيها المراهق وبتبان علي شكل سلوكيات تضايقنا عشان نركز فيها وإحنا بنتعامل معاه:
- تقلبات مزاجية:
يوم صاحي بيضحك ويهزر ويوم قالب وشه وقاعد زعلان، يوم عايزة تخرج ويوم مش عايزة تشوف حد.
مشاعر المراهقين دايما بتبقي عالية وبالنسبة لنا هما دايما “أوفر” ومزاجهم يقلب في ثانية بسبب أن دماغ الطفل لسة بيتعلم طريقة التعامل والسيطرة على المشاعر بطريقة الشخص البالغ.
- حساسية زيادة:
“دراما كوين وخزان احزان” أكتر وصفين الأمهات بيوصفوا بيهم ولادهم المراهقين من كتر ما هما بيزعلوا بسرعة، حساسين من أي كلمة، عياط أو عصبية بسهولة، وده بيحصل نتيجة لتغيرات الهرمونية الكبيرة اللي بيعدي بيها الجسم فترة البلوغ، زي بالظبط عصبية الست وقت الدورة الشهرية.
- ثقته في نفسه:
وقت البلوغ والمراهقة جسم الولد والبنت بيحصل فيه تغييرات كبيرة جدا وكتير منهم مش بيكون لسة قادر يقبل شكل جسمه الجديد وبالذات لو في نقص عند الطفلة في التوعية الجنسية من ناحية الأهل واللي بتخليه مش فاهم ولا متوقع بالضبط إيه اللي بيحصل!
فبالتالي بنشوف مراهقين كتير ثقتهم في نفسهم إتهزت وأوقات بتوصل لدرجة كررهم للخروج والإجتماعيات أصلا.
- أنا موجود:
كبروا وعايزين يتأكدوا من أهميتهم وإنتمائهم، يدوروا علي شخصية منفصلة ليهم مش تابعة لحد، يجربوا حاجات ممنوعة عشان يشوفوا هيلاقوا نفسهم فين، نقول يمين يقولوا شمال.
مرحلة الطفل بيتصرف فيها من غير تفكير كفاية ولا حساب للعواقب كفاية، عشان بس يجرب ويأكد لنفسه “أنا موجود ومهم”.
- أنا تايه:
العالم النفسي “أريك أريكسون” بيقول عن مرحلة البلوغ والمرتهقة إنها مرحلة البحث عن الهوية، أنا مين وبعمل إيه هنا؟ إيه اللي بيميزني عن اللي حواليا؟ إيه اللي يثبت إني مش تابع لأهلي؟ الناس بتقول علي حاجات معينة ممنوعة طب أنا ليه مجربش وأحدد بنفسي ممنوع واللا لأ!
ومن هنا بنبدأ نشوف ولادنا الصغيرين اللي فجأة بقوا أطول مننا بيتصرفوا بإندفاع وعدم مسؤلية وتهور وغلط في غلط، نبدأ نحاول نفهم ونربي تاني ونتخانق ونلم وراهم وندخل في دايرة إحباط مرحلة المراهقة وإحساس إننا “معرفناش نربي”.
لكن لو نعرف إن كل ده طبيعي ومتوقع والسر الأكبر إن المرحلة دي تعدي بسلام هو “تواصلنا مع المراهق” أهم بكتير من “محاولة إصلاحه”.
في المقال الجي هنتكلم عن طرق فعالة للتواصل مع المراهقين وكسب ثقتهم فينا تساعدنا وتساعدهم يعدوا المراهقة علي خير.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك