أنس ابني وهو تقريبًا في grade1 كده، كنت رايحة آخده من المدرسة فلقيته مستقبلني بوصلة عياط محترمة، طبعًا كأم مصرية أصيلة تخيلت أسوأ السيناريوهات، وبعد محاولات ومداولات لمعرفة السبب، قال لي “مالك سبقني واحنا بنجري”!
طبعًا أنا تنحت وما كنتش قادرة أتخيل إنه مقهور كده عشان ما كسبش في السباق في لعبة بينه وبين صاحبه. ومع الوقت بدأت أركز وأنا بالعب مع أنس في البيت، واكتشفت إني دايمًا باسيبه يكسب في لعبنا، ولما بدأت أخلّيه يجرب الخسارة، لقيته مش قادر يستوعب إن ده خيار مطروح أصلًا. والحقيقة نط في دماغي على طول “أومال هيعمل إيه لما يكبر شوية والدنيا تبقى جد في الرياضة والمسابقات في المدرسة؟” والغريب إني وأنا باتكلم مع أصحابي، لقيت إن دي مشكلة مشتركة عند أطفال كتير مش فاهمين ولا قابلين مبدأ الخسارة من الأساس.
في المقال ده، هاقول لكم شوية خطوات تعملوها لو ولادكم في نفس الوضع ده. الخطوات دي جربتها مع أنس ودلوقتي هو 9 سنين وبيتمزّج لما يخسر عادي جدًا وشكلي عايزة أشوف حل للروقان المبالغ فيه ده بقى.
-
ندرّبهم على إحساس الخسارة في البيت:
ساعات لما بنلعب مع ولادنا بنبقي مركزين إنهم يكسبوا عشان يتبسطوا أو عشان نشجعهم أو عشان ما يحبطوش ونخلص من الزن مع إن من غير ما نقصد ممكن نكون بنفوّت عليهم فرصة جديدة يتعلموا ويجربوا مشاعر الإحباط وهما في حضننا، يشوفوا إن أوقات بنخسر وأوقات بنكسب عادي وإن ده الطبيعي فلما يجربوه برا البيت ما يحسوش إنها نهاية العالم.
-
لما احنا بنخسر:
من أهم طرق التربية وأكترهم فاعليه هي “التربية بالقدوة”، يعني ما ينفعش ولادي يبقوا شايفينا واحنا بنتفرج علي ماتش نشتم ونزعق ولما نخسر نتعصب ونتخانق مع مشجعين الفريق المنافس مثلًا ويبقى مطلوب منهم يتقبلوا الخسارة عادي في لعبهم!
طريقتنا في التشجيع وفي اللعب وتقبلنا احنا للخسارة واحنا بنلعب معاهم كمان هي أحسن طريقة توصل لهم بيها الفكرة حتى لو بعد وقت.
-
المفهوم الحقيقي للمكسب:
فكرة إن النجاح بيتقاس بالمكسب والخسارة دي فكرة ظالمة لأي حد تعب وحاول واجتهد، لإن مش دايمًا الاجتهاد بيوصّل للمكسب وأوقات كتير لو إتنين بيلعبوا سوا بيكون الإتنين تعبوا ويستاهلوا يكسبوا بس في النهاية واحد بس اللي لازم يكسب.
طبعها ده من الأفكار العميقة اللي الطفل هيفهمها كل ما يكبر وبالوقت بس المهم إننا نكون مقتنعين بيها وبنوصلها له من بدري بأننا دايمًا نركز على المجهود مش على النتيجة، نشكره على التعب والمحاولة مش اللي حققه.
-
الحواديت:
القصص والحواديت من أكتر الطرق الفعالة لتوصيل فكرة معينة للطفل بطريقة غير مباشرة وبيحبها في نفس الوقت، نستخدم حواديت قبل النوم عن طفل خسر في اللعبة واتعامل ازاي بروح رياضية، ويوم تاني نحكس حدوتة نهايتها مفتوحة ونخليهم يكملوا، نسألهم “يا تري البنت ده حست بإيه لما خسرت”\ “طيب ممكن تتصرف ازاي بدل ما تقعد تعيط؟”
-
وأخيرًا إقرار مشاعر الحزن وقت الخسارة:
لما ولادنا يجوا زعلانين من خسارة في المدرسة أو في النادي ويقولوا جملتهم الشهيرة “it is not fair” مش مطلوب مننا نحاول نقنعهم بأي حاجة أو نغير وجهة نظرهم عن إحساسهم بالظلم أو الإحباط، مش مطلوب في الوقت ده غير التأمين على مشاعرهم ودعمها ونسيبهم يتعاملوا معاها، من غير ما ندي دروس أو مواعظ.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك