بما إننا كلنا محبوسين بسبب فيروس كورونا وقاعدين طول الوقت مع الولاد اللي همّا كمان زهقانين، فاحنا بقى نكمل عليهم ونطلب منهم يقعدوا يركزوا قدام اللابتوب، يسمعوا الدروس اللي مدرسينهم باعتينها، يحلوا الواجبات بتاعتهم ويدخلوا أونلاين كمان يكلموا المدرسين ويسمعوا شرح. طبعًا طلبات شبه مستحيلة من أطفال فاكرين إنهم في أجازة وشوية وهيروحوا يشكروا صديقتهم كورونا على الواجب اللي عملته معاهم!
وبما إني أم واخدة قرار من يوم ما ابني دخل المدرسة إني مش هتدخل في مذاكرته وإني هاربّيه واعلمّه إن المذاكرة مسؤوليته هو أولًا وأخيرًا ودوري الوحيد هيكون الدعم له والإشراف من بعيد، فجأة لقيت نفسي غطسانة مع ابني بكل حواسي في المذاكرة وبقى مطلوب مني أنزّل شيتس من على موقع المدرسة واخلق له موود المدرسة في البيت واساعده يسلّم المطلوب في الميعاد في عز ما هو في موود إنه طالع رحلة!
فبعد بحث وتدوير وقراية وتجربة مع ابني، جبت لكم النهارده الزيتونة اللي تقدري تساعدي بيها ولادك (اللي فاكرين نفسهم في رحلة) على المذاكرة في زمن الكورونا وفي نفس الوقت تحافظي على علاقتك بيهم وعلى أعصابك:
- الروتين وتنظيم الوقت: مهم قوي إنك تخلقي روتين مكتوب مع الولاد وإنهم يبقوا عارفين هيعملوا كل حاجة إمتى ومتوقعين الخطوة الجاية. ده بيساعد إنهم يتعاونوا معاكي أسهل وأهدى.
- اخلقي جو المدرسة في البيت: اطلبي من ولادك يختاروا المكان اللي هيكون الديسك بتاعهم في المدرسة اللي في البيت وحددوا مع بعض وقت الحصة بتاعة كل مادة واعملوا بريك في النص وظبطي لهم منبه عشان يكونوا عارفين وقت كل حصة هيخلص إمتى ومتاح يخلصوا اللي وراهم في قد إيه. ولو ما التزموش بالوقت المحدد، تقولي لهم إنك مضطرة تاخدي من وقت البريك أو الأنشطة بتاعهم عشان يكملوا الواجب اللي وراهم زي ما بيعملوا كتير في المدارس ويقعدوا الولاد في جزء من البريك أوقات يكملوا الـclass work.
- قسمي المهام: ساعديه يقسّم الحاجات الكبيرة لمهام صغيرة وشجعيه بعد كل مهمة ينجزها وقللي مصادر التشتيت حواليه. ما يكونش الطفل مطلوب منه يدخل في موود المدرسة واحنا قاعدين في الأوضة اللي جنبه فاتحين التليفزيون وبناكل وبنضحك مثلًا.
- مسؤولية طفلك: وقت المذاكرة من أكتر الأوقات اللي الأطفال مهم تحس فيها بالمسؤولية واحنا موجودين للمساعدة مش للمراقبة أو التحكم. ولو فقدنا أعصابنا أي وقت، وقت المذاكرة نعتذر ونعترف إننا ما قدرناش نتحكم في غضبنا، وإن كذا بيوترنا فمضطرين ننسحب لحد ما نهدا ونرجع نساعدهم تاني.
- ركزي على المجهود، مش على النتيجة: الدراسات أثبتت إني لما أشجع طفلي على مجهوده ومحاولاته بدل ما ابص على نتيجة الامتحان أو خطه حلو ولا وحش أو أنجز قد إيه أو غيرها، ده بيخلّي الطفل يتحمس ويثق في نفسه أكتر على المدي البعيد وما يجلدش نفسه لما يغلط. وعلى المدى القصير، هتشجعه وتخلي عنده مرونة أكتر وحاسس إنه متقدر.
- ما تحسسيهوش إن الموضوع تقيل على قلبك، وإنك زهقانة من وجوده في البيت، وطول النهار تدعي إن المدارس ترجع. هو طبيعي معظمنا كأمهات نبقى عايزين المدارس ترجع بس مش لازم نبيّن قدام ولادنا ده بصورة سلبية. لإن أي مشاعر سلبية بتعبري عنها بتنعكس على ولادك على طول وبيطبقوها على نفسهم وبالتالي هيحسّوا إن المذاكرة دي وقت مستحيل يستحملوه وإنهم أشخاص وجودهم غير مريح في البيت وهيصدقوا ده وهيبدأوا يترجموه في صورة سوء سلوك ونفور أكتر من المذاكرة.
- هدّي أعصابك وما تحطيش توقعات عالية: ابنك مش فايته كتير لو ما خلصش الهوم وورك، ومش لازم يكون شاطر أو سريع زيك في المذاكرة أو زي أخوه. ما تقارنيش ابنك بغيره: كل واحد له قدراته، ولازم نراعي الفروق الفردية بين الأطفال.
وفي النهاية، دايمًا افتكري انتي عايزة إيه من المذاكرة بعد عشرين سنة. عايزة ابني يكون بيجيب طول عمره درجات حلوة بأي طريقة؟ مشروعة أو لا؟ ولّا عايزة ابني يكون بيشتغل بضمير من غير رقيب وبغض النظر عن النتايج؟ عايزاه يكون واثق في نفسه ومتصالح معاها؟ ولّا بيضطر يكذب ويغش عشان مقياس النجاح بالنسبة له هي الشطارة طول الوقت؟
انتي كمان قولي لنا في التعليقات لو عندك أي نصايح لأمهات راحة بالي تساعدهم في مذاكرة الولاد في البيت.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك