سمعنا كلام كتير اليومين اللي فاتوا عن المسلسل الأردني “مدرسة الروابي للبنات” اللي بيتكلم عن مواضيع اجتماعية مهمة جدًا تخص المراهقين وعلاقتهم بأهلهم وباللي حواليهم واستخدامهم للإنترنت والكوارث اللي ممكن تحصل من ورا الأهل واللي للأسف الشديد في أغلب الحالات بيكون بسبب خلل في معاملة الأهل للبنات في البيت، معاملة ممكن تفقدهم ثقتهم بنفسهم، معاملة الولد بصورة مختلفة عن البنت، معاملة ما فيهاش تواصل حقيقي ملموس بين البنت وأهلها واللي في النهاية واللي يخص قضية التنمر بيطلع منها طفل ضعيف ضحية للتنمر ومجني عليه دايمًا يا إما طفل مفتري مؤذي متمزج بدور المتنمر.
لما الأمهات بعتولي بسبب مسلسل مدرسة الروابي للبنات عايزني أتكلم إزاي نحمي ولادنا من التنمر، أنا الحقيقة شوفت الموضوع من الناحية تانية وحسيت إن دوري أروح أبعد من كده وأتكلم أصلًا في إيه اللي بيخلق شخصية طفل متنمر بيلاقي نفسه وقيمته عن طريق البلطجة والمضايقة في غيره!
طيب إيه اللي ممكن نكون بنعمله كأهل يطلع ولادنا أطفال متنمرة
-
إنت مش عارف أنا ابن مين
الجملة الأثرية المتوارثة عبر الأجيال واللي ياما بوظت أجيال، لو أنا اللي باقول الجملة ده أو باكررها قصاد ابني “إنه ما يخافش عشان هو ابن كذا” أو “هينفد من العواقب عشان بابا واسطة” أو حتي إننا نحسس ولادنا طول الوقت إنهم أحسن من غيرهم عشان هم ولادنا، ده طبعًا غير إنه مؤذي لشخصية الطفل لأنه بيستمد قيمته من غيره مش من إنجازاته الشخصية، فهو كمان مؤذي لأنه معظم الوقت بيكون شايف إنه أحسن من غيره وإنه دايمًا هو اللي “يستحق”!
وبالتالي بيقدر يستقوى على غيره من غير تردد عشان عارف “أنا ابن مين”.
هنا ممكن تشوفي الثقافة الجنسية للمراهقين
-
لما نكون احنا متنمرين
ده طبعًا سبب مش مفاجأة لحد! لما نكون في البيت بنتريق علي شعر ولادنا\شكلهم\طريقة لبسهم أو أكلهم\أو نستهزأ بيهم لما يزعلوا ويدخلوا في نوبة غضب، أو لو حتى مش بنعمل كده معاهم لكن شايفينا بنتكلم ونعلق ونتريق علي الناس.
فالتطور الطبيعي إنهم هيعملوا كده بمنتهى الأريحية مع اللي حواليهم ولا هما ولا الأهل هيكونوا شايفين إن فيه مشكلة في التنمر الوسطي اللذيذ ده.
لو ابنك بيشوف أفلام أباحية .. هنا هتعرفي تتصرفي معاه ازاي
-
العنف الأسري
الطفل اللي بيتعنف وبيشوف أذى نفسي وجسدي في بيته ما يقدرش يمنعه عن نفسه، بيضطر إنه يلجأ لتنفيذ ده خارج البيت على الأضعف منه، كمحاولة منه للانتقام أو لإثبات عكس الصورة الداخلية عن نفسه اللي بتوصل له من اهله.
-
قلة التعاطف
أوقات واحنا بنربي ولادنا بننسى قيمة مهمة جدًا في التعامل معاهم وهي “إظهار التعاطف”، إظهار التعاطف لمشاكلهم اللي بالنسبة لنا ممكن تكون تافهة، لخناقتهم اللي ما لهاش لازمة، لمشاعرهم القوية اللي احنا كتير بنبقى شايفينها “مش مستاهلة”. مع إن قيمة التعاطف مع آلام وأحزان غيرنا ده من أهم أساسيات تربية طفل سوي نفسيًا. التفرقة في التربية بين الولد والبنت:
-
أنا مش مهم
الطفل اللي مش حاسس بالأهمية والانتماء في بيته، ودايمًا واصل له من أهله رسالة إن فيه حاجات كتير تانية أهم منك، هيلفت النظر له ازاي؟ هيعرفنا إنه مهم وله لازمة ازاي؟ عن طريق شكل من أشكال سوء السلوك واللي كتير بيظهر على شكل تنمر عشان يبقى عامل قلق ومحط الأنظار طول الوقت، ويحس بالقوة والسيطرة اللي هيرضوا عنده شعوره بالأهمية.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك