الموضوع ده جالنا من أم قلقانة على بنتها ومحتارة تتصرف إزاي في موقف زي ده. البنات في مرحلة المراهقة بيبدأوا يحسوا بتغييرات نفسية وفيسيولوجية كبيرة وبيبدأ يزيد انجذابهم وإعجابهم بالجنس الآخر. ومن هنا يبدأ قلق الأمهات وتوترهم يزيد وخوفهم على بناتهم يزيد. في البداية، عايزين نقول لك إن ده طبيعي ومتوقع في حياة أي بنت؛ مشاعرها دي هي بتبقي حاسّاها غصب عنها ومصدقاها وانتي مطلوب منك احتواء المشاعر دي بدل ما تكبتيها وتمنعيها بالقوة.
في المقال ده، هنقول لك تعملي إيه لو عرفتي إن بنتك بتحب ولد وبتكلمه:
- أول حاجة تقدري تعمليها في موقف زي ده (وفي رحلة سنين المراهقة مع بنتك عامةً) هو إنك تصاحبيها وتكسبي ثقتها وتساعديها تحس ناحيتك بالأمان والراحة إنها تقدر تقول لك أي حاجة بتحس بيها أو بتفكر فيها. وعشان تكسبي ثقتها، حاولي دايمًا تسمعيها وتقدّري مشاعرها وما تقلّليش منها مهما كانت بالنسبة لك تافهة أو لعب عيال. لإنك لو قدرتي تصاحبيها وتطمنيها، هتكوني قطعتي شوط كبير في حل أي مشكلة تقابلها.
- احترمي رغبتها لو ما حبتش تحكي لك. ما تغصبيش عليها أو تخاصميها وقولي لها إنك دايمًا جاهزة وموجودة عشان تسمعيها وقت ما تحب تتكلم وإنك موجودة عشان تدعميها مش عشان تحكمي عليها، وعرّفيها إنك واثقة فيها وفي طريقة تفكيرها ومحافظتها على نفسها.
- احترمي خصوصيتها، أيًا كانت الطريقة اللي عرفتي إنها بتحب بيها، ده ما يديكيش حق إنك تقتحمي خصوصيتها أو تحسسيها إنك مراقباها أو تفتشي وراها حتى لو بدافع الخوف عليها. ده هيخليها تتمادى وتعمل اللي هي عايزاه بس بحرص أزيد عشان ما تعرفيش المرة دي.
- فكّريها بالحدود والقوانين اللي بيتكم ودينكم ماشي عليها، بإيه اللي ينفع ومقبول وإيه اللي مش مسموح. كونك صاحبتها وقريبة منها ما يمنعش إن في موقف زي ده تحطي معاها حدود جديدة زي مكالماتهم على التليفون ومقابلاتهم بالطريقة المناسبة لقيم أسرتكم. اعملوا اتفاق واضح مع بعض وتكون موافقة عليه واكتبوه واتفقوا على عواقب كسر الاتفاق. المهم إن الكلام والاتفاق يكونوا بطريقة فيها احترام لجميع الأطراف من غير إهانة أو تقليل من بنتك.
- لما تحكي لك، اسأليها بتحس بإيه لما بتكلمه، وقولي لها إنك مصدقاها ومقدرة مشاعرها وممكن تحكي لها عنك وانتي في سنها وعن قصة مشابهة لقصتها. حاولي وانتي بتتناقشي معاها ما تضغطيش عليها عشان تحكي لك كل التفاصيل اللي محتاجة تعرفيها، وما تسأليش أسئلة فضولية كتير لإن بنتك في سن المراهقة محتاجاكي صاحبة تحتويها مش تحقق معاها.
- كلّميها عن مرحلة المراهقة والتغيرات اللي بتحصل في جسمها ونفسيتها ومشاعرها بطريقة علمية ومنطقية عشان تفهم إيه التغيير اللي بتعدي بيه واحتمالية إن المشاعر دي تكون مؤقتة وتحس يإنك قريبة منها ومتفهمة للي حساه.
- اطلبي منها إنك تتعرفي على الولد اللي بتكلمه من غير ما توحي لها بموافقتك عن شكل العلاقة ده. ممكن تخرجي معاهم في النادي أو تعملي حفلة عيد ميلادها وتعزميه مع باقي أصحابهم عشان تقربي منهم وتعرفي أكتر عن تفكير الولد وأخلاقه وبيئته ويكونوا تحت عينيكي.
- حافظي دايمًا على الـ Quality Time (الوقت القيّم) بينكم لإنه بيحافظ على علاقة صحية بينكم. تبعًا لتوصيات مؤسسة التربية الإيجابية بالولايات المتحدة، المراهق محتاج مرة كل شهر يكون لوحده مع مامته أو باباه يخرجوا فيه، يتكلموا زي الأصحاب، يلعبوا، المهم إنهم يقضوا وقت مميز بره إطار دور المُرَبِّي والابن.
- اسأليها باستمرار بطريقة لطيفة وحميمية عن أخبار الولد اللي بتكلمه وقولي لها رأيك في آخر موقف بينهم مثلًا أو انصحيها بطريقة الأصحاب مش بطريقة إنك فاهمة أكتر منها ووصية عليها، عشان ما تنفرش منك وافتحي كل فترة معاها حوار عن الحب الأول وعن شكل علاقات الحب الناجحة، وعن السن المناسب للارتباط.
- اشغليها دايمًا بحاجة مفيدة وبرياضة واملي وقت فراغها بهوايات أو تتعلم حاجة بتحبها لأن فراغ الأطفال في السن ده بيخليهم يسيبوا نفسهم لمشاعرهم والتغيير اللي بيحسوا بيه ويبقى هو كل اللي شاغلهم في الوقت ده.
في النهاية بنقول لك إن المراهق بيكون متلخبط ومش عارف هو عايز إيه وليه حاسس بالمشاعر المتلخبطة دي. وإن دورنا هو الدعم والاحتواء وما تنسيش إن أهم حاجة عشان تعدي ببنتك فترة المراهقة بأمان هو إنك تكوني صاحبتها بجد من قلبك وتحطّي نفسك مكانها وتحاولي تحسي باللي حساه عشان تقدري تساعديها وتوصليها لبر الأمان.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك