محتويات المقال
التربية الإيجابية للأطفال من وقت ما بدأت في الانتشار وهي محل جدل واسع جدًا. من الآخر كده، عاملة قلق! والأمهات مقسومة لحزبين: ما بين الأم المؤيدة بشدة وبتحاول تطبقها ومتابعة كلام كل مدربين التربية الإيجابية، وما بين الأم اللي بتلعن اليوم اللي ظهرت فيه التربية الإيجابية ورافعة شعار “ماله الشبشب؟” وما بين التربية الإيجابية والتربية بالشبشب، يفضل الجدل اللي ما بينتهيش على السوشيال ميديا. عشان كده، النهارده، بعد ما اتعاملت مع أمهات كتير في الورش، وعرفت أكبر التحديات اللي بتواجههم في تطبيق التربية الإيجابية – اللي أغلبها بيكون بسبب فهم خاطيء للمبدأ نفسه أو تطبيقه – هاقول لك أكتر إشاعات ظلمت التربية الإيجابية وسببت الجدل ده وإيه هو مفهومها الصح.
مفاهيم خاطئة عن التربية الإيجابية للأبناء
- التربية الإيجابية بتطلع عيال متدلعة.
- التربية الإيجابية بتطلع طفل مش بيحترم الكبير.
- بتطلع طفل عنيد بيمشي اللي في دماغه.
- ما فيهاش عقاب.
- التربية الإيجابية هي الحل السحري.
بيقولوا “التربية الإيجابية بتطلّع عيال متدلعة”
من أكتر الاعتقادات المغلوطة عن التربية الإيجابية إنها هتبوظ العيال وهتطلّعهم أطفال متدلعة، ما هم ما بيتعاقبوش ومش هيشيلوا نتيجة غلطهم ولا هيعملوا حساب لتصرفاتهم. ولكن بحكم دراستي وتجربتي ليها، أقدر أقول لك إنها العكس تمامًا. التربية الإيجابية لو اتطبقت صح هي أحسن وسيلة تعلمي بيها طفلك ازاي يتحمل المسؤولية ويبقى إنسان ناضج بيواجه مشاكله بدون خوف أو هروب من عقاب.
جين نيلسن مؤلفة كتاب التربية الإيجابية دايمًا بتنصح بتكليف الطفل بمهام تدريجيًا مناسبة لسنه وإنك ما تعمليش لطفلك حاجة هو يقدر يعملها لنفسه، وإنك ماتنقذيش ابنك دايمًا وقت المشاكل. كل ده لو اتنفذ صح، هيطلع طفل واثق في قدراته، مسؤول ومش متدلع.
بنسمع إن “التربية الإيجابية بتطلّع طفل مش بيحترم الكبير”
فيه ناس للأسف بيربطوا بين التربية الإيجابية وبين إن الجيل اتغير وما بقاش يحترم الأكبر منه، ولا الطلبة بيحترموا المدرسين، على أساس إن التربية الإيجابية بتنادي باحترام الطفل وعدم إهانته، فده هيخليه يتعدّى حدوده وما يعملش حساب الكبير. التربية الإيجابية فعلًا بتنادي باحترام الطفل وعدم إهانته، لكن الأساس الأول فيها هو الاحترام المتبادل ما بين المربي والطفل، بتنادي بإنك تقربي من طفلك وتقدري تفكيره ومشاعره لكن من غير ما يعدي الحدود أو يتطاول فما يكنش فيه عاقبة مناسبة للتطاول من باب إنك بتحترميه، بتعلّم الطفل احترام مشاعر غيره وإنه له حقوق وله واجبات بشرط إنك تقدري تجمعي بين الحزم والطيبة في نفس الوقت في كل المواقف الحياتية. تعبري لطفلك عن حبك واحترامك له، لكن ما ترجعيش في كلامك لما تاخدي قرار معاه، ترفضي بحزم أي تطاول وتفهميه إنك مقدرة مشاعره ومقدرة إنه غضبان بس رافضة طريقة تعبيره عن غضبه وطريقة كلامه معاكي.
وكمان “بتطلع طفل عنيد بيمشّي اللي في دماغه”
كلنا أول ما بدأنا نسمع عن التربية الإيجابية ونحاول نطبقها، أول حاجة لقيناها إننا بنقضي طول اليوم واحنا بنحاول نقنع الأولاد باللي بنطلبه منهم أو اللي مفروض يعملوه وندخل في نقاشات ما بتخلصش ونفضل نكتم في غضبنا. فنلاقيهم بيعندوا أكتر لحد ما ننفجر ونرجع للطرق القديمة. وللأسف ساعتها، احنا بنكون أخدنا القشرة الخارجية بس واللي هي الطفل له حقوق مفروض علينا نحترمها ونشركه في القرارات عشان يحس إنه له قيمة، لكن وقت التنفيذ بنلف في دايرة مفرغة من محاولة إقناع الطفل.
والحقيقة إن الأب والأم لهم حق الفيتو زي ما قالت أستاذة نهي الشقيري في محاضرتها بمؤتمر التربية الإيجابية العربية 2019، الحقيقة اللي بتغيب عننا واحنا بنحاول نطبّق التربية الإيجابية هو إن الكلمة الأولى والأخيرة للأب والأم وإن مش كل نقاش لازم يخلص باقتناع الطفل وإرضاؤه.
بيقولوا “التربية الإيجابية ما فيهاش عقاب”
فكرة ان التربية الإيجابية بترفض العقاب عملت حواليها علامة استفهام عند بعض الأمهات اللي كوّنوا صورة سلبية بسبب الفهم الغلط عنها إنها هتؤدي لتسيب الولاد، ما احنا ممنوع نزعق وممنوع نعاقب، طيب هيتعلموا من غلطهم ازاي؟ وهيبطلوا يغلطوا ازاي؟
لكن التربية الإيجابية استبدلت العقاب بالعواقب اللي هتخليهم يتعلموا من غلطهم لما يشيلوا عواقب الغلط. بشرط إن العاقبة تكون لبها علاقة مباشرة بالخطأ، وتكون بتحافظ على احترام الطفل ومش بتهينه ومن غير أفورة. مش لازم يحس بالبؤس عشان غلط.
طب هل “التربية الإيجابية هي الحل السحري”؟
دي أكتر شائعة خلت أمهات كتير تنفر من التربية الإيجابية، لأنهم أول ما بيسمعوا عنها بيحسوا بتفاؤل وكلام جميل أكيد هيغير حياتنا وحياة ولادنا! بس الصدمة في الواقع إن التربية الإيجابية مش عصايا سحرية ومش هتخلّي ولادك ملايكة بجناحات، ما بيغلطوش بس الأكيد إنها هتغير نظرتك لأخطاؤهم وهتزد تقبلك لتصرفاتهم والتغيير أكيد هيحصل بس بعد ما يبدأ بخطوة صغيرة ورا خطوة تانية لحد ما تشوفي نتيجة تعبك.
وأخيرًا، الحقيقة اللي ما فيهاش إشاعات إن أي أم بتحاول وبتجاهد عشان تربي ولادها صح سواءً كانت بتطبّق أدوات التربية الإيجابية أو لا. أي أم بتقع وتقوم بتنجح في موقف وتفشل في مواقف، مش مطلوب من أي أم فينا تبقى مثالية، كلنا بنتعلم وبنحاول بس في آخر اليوم أهم حاجة ما تنسيش تعمليها إن ولادك يناموا وهم بيضحكوا وحضنك مطمنهم.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك