كلنا بنحب ولادنا وكلنا بنتمنى نشوفهم أسعد ناس في الدنيا. عشان كده، بنلاقي نفسنا بنصرف فلوس كتير عشان نشبع رغباتهم ونحقق لهم كل اللي نفسهم فيه.
بس مش معنى إني مغرّقة ولادي لعب ولبس وكل حاجة يطلبوها يبقى بالضرورة هيبقوا مبسوطين وسعدا ومرتاحين نفسيًا.
في حين ان دراسات تربية الاطفال الصحيحة أثبتت إن أي حاجة بدون حدود متعتها بتبقى أقل من الحاجة اللي لها حدود. يعني لو متخيلين إن دلع الأطفال وتوفير كل حاجة لهم هيسعدهم، فللأسف لا.
المفاجأة إنه بالعكس، ده بيعلّي توقعاتهم جدًا وبيخلّي بعد كده صعب إرضائهم جدًا وطلباتهم تبدأ تزيد ومهما اشترينا مش كفاية وبرضه بيبقوا مش سعدا ومرتاحين في النهاية مع كل المصاريف وشرا اللعب ده.
على عكس بقى لو المصاريف ده استخدمناها في استغلال وقت ولادنا في تجارب جديدة نعملها معاهم وسفر واستكشاف للدنيا من حواليهم.
ليرنر مايكل مالون أستاذ تعليم الطفولة المبكرة بجامعة سينسيناتي بيقول إن تجربة الطفل لبيئة جديدة والتعرف عليها والسفر واكتشاف أماكن جديدة من أفضل الحاجات اللي ممكن تعملها لطفلك وهو صغير.
وبيقول كمان إن تقضية وقت أطول مع الولاد من أهم الخطوات اللي هتؤثر على مستقبل طفلك بشكل إيجابي لإن الأطفال اللي عندهم تجارب مع الأب والأم بشكل أكبر عندهم أداء أفضل في الدراسة وكمان أداء اجتماعي أحسن في الحياة.
ده غير إن فيه أستاذ علم نفس بجامعة كورنيلي اسمه توماس جيلوفتش عمل دراسات كتير على مدار السنين بتقول إن سعادة الإنسان الحقيقية بتيجي من التجارب الجديدة والخبرات مش بوجود الفلوس وصرفها والهدايا واللعب.
عشان كده بننصحك بدل ما تصرفي فلوسك ووقتك في شرا اللعب والحاجات المادية لولادك عشان تبسطيهم، حاولي تستغلي وقتك وفلوسك ومجهودك في تقضية وقت أكبر معاهم تجربوا تجارب جديدة.
ممكن كمان تخليهم يحوشوا معاكي عشان تسافروا بلد جديدة وهنا يتعلموا قيمة الفلوس والتحويش ويشتركوا معاكم في التخطيط لتجربة جديدة وده هيضيف لهم ولشخصيتهم كتير ويساعد في تحميلهم المسؤولية وإحساسهم بالأهمية والانتماء.
دوّروا على الحاجات اللي مناسبة لإمكانياتكم واعملوها. التجارب الجديدة مع ولادكم مهما كانت بسيطة هتؤثر عليكم كلكم بشكل إيجابي وهتقوّي علاقتكم ببعض أكتر وهترسم صور جميلة في ذكريات ولادكم تفضل معاهم طول العمر.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك