فاكرين آخر مرة هزرتوا فيها مع ولادكم ولّا ضحكتوا مع بعض على أي حاجة حتى لو هبلة؟ طيب زغزغتوهم وسمعتوا صوت ضحكهم من قلبهم؟ اللي عندهم ولاد في سن المراهقة، هزرتوا مع بعض زي الأصحاب؟ ضحكتوهم وضحكتوا على “قلشهم”؟ اللي عندهم أطفال زيي، جريتوا وراهم وأكلتوا مناخيرهم؟
الهزار مع ولادنا والضحك في البيت والهلس على أي حاجة بينعنش روحهم وبينورها. بيخليهم رايقين وفايقين ومتقبلين للقواعد والمهام اللي مفروض يقوموا بيها.
وحش الزغازيغ
أوقات كتير لما بالاقي ابني مزاجه مش رايق وهيقاوح معايا في حاجة مسؤوليته يعملها، بابقى محتارة وفي صراع ما بين إني أسيبه براحته عشان عارفة إنه مش رايق النهارده ولّا أصر على موقفي وندخل في قصة طويلة؟ أنا أوقات مش بابقى قدها فبالجأ للحل السحري بتاعي: الهزار، واللي بنسميه “وحش الزغازيغ”.
يعني أروح أقول له مثلًا: لو سمحت يا أنس بلاش تروق أوضتك وتعلق هدومك عشان اللي هيروق الأوضة بتاعته النهارده هيتزغزغ.
يضحك ويقول لي: أوك أوك، ممكن تروحي بعيد شوية؟
أقول له: بس اوعى يا أنس تروق الاوضة! هاقطّعك زغازيغ! أنت حر.
مفيش خمس دقايق والله وألاقيه اتشقلب في الأوضة وروّقها وبقت زي الفُل
وييجي لي بضحكة خبيثة: مامي غمضي عينك وتعالي الأوضة بتاعتي كده.
أدخل وأمثل إني متفاجئة واجري وراه وافضل أزغزغه واعمل نفسي باكل ودنه ومناخيره، بابقى منها خلصت من الموقف ونفذنا اتفاقنا، مع إضافة قليل من الهزار واللعب كده قبل النوم اللي يخليه ينام وهو بيضحك ومبسوط.
نفسك في بنت وجالك ولد، تعملي إيه؟
فايدة الهزار
باختصار كده، الهزار والضحك والفرفشة حاجة مهمة جدًا عند الأطفال والكبار كمان. حاجة كده زي الأكل والشرب بس ده بتبقى غذاء لروح الطفل ونفسيته زي ما محتاج منك إنك تأكلّيه وتشرّبيه وتغذّي جسمه عشان تطمني إنه بيكبر بصحة كويسة، لازم كمان تغذي روحه وتنوّريها بالكلام اللذيذ والضحك والهزار معاه.
ممكن يكون بيتكم هادي وبتحافظوا إن صوتكم ما يعلاش قدام ولادكم وفيه لغة حوار هايلة بس في نفس الوقت عاقلين ووقورين وهاديين طول الوقت، فغصب عنكم فيه حاجز بينكم وبين الولاد مش عارفين إيه سببه. فيه حاجة ناقصة، فيه حتة كمان محتاجة تنوّر، تبقوا محتاجين تضحكوا وتهزروا شوية زيادة في بيتكم ومع الولاد.
هزارنا وضحكنا مع ولادنا بيخليهم ينوروا وروحهم تنتعش، بيبان على صوتهم وكلامهم وسلوكهم. بتحسوا من شكل الطفل وكلامه إنه سعيد، والغريب إن الوقت الحلو اللي بنقضيه معاهم وإحنا قاعدين جنبهم على الأرض ولّا بنجري ونلعب وبنضحك ونهزر معاهم. ده من أكتر الحاجات اللي هتلاقوها بتشحنكوا وبتديكوا طاقة إيجابية عالية جدًا.
الدراسات الحديثة أثبتت إن الضحك بيعلّي هرمون السعادة وبالتالي بيحسّن المود وبيقلل هرمونات التوتر والقلق زي الكورتيزول والأدرينالين. عشان كده، ممكن نعتبر ضحكنا معاهم دواء ومهديء للتوتر والجدل بتاع كل يوم.
زي ما هم محتاجين بيت هادي ومستقر، محتاجين كمان بيت سعيد فرفوش.
تحويل الهزار والضحك مع ولادنا لشيء متكرر موجود دايمًا في حياتنا حيفرق في صحتهم النفسية وفي سلوكياتهم والأهم إنه هيفرق كتير في شكل علاقتهم بيننا وقربهم مننا وكسر حواجز كتير بيننا.
جربوا مش هتخسروا حاجة، بيقولوا الضحك بيطوّل العمر!
لو ابنك معاملته قاسية مع الحيوانات، اقري المقال ده
التعليق باستخدام حساب فيس بوك