مصطلح الـ Helicopter Parenting (تربية الهيليكوبتر) ظهر سنة 1990 على إيد باحث وكاتب اسمه جيم فاي Jim Fay اللي قال في كتابه إن سبب التسمية دي إنه يوصف بيها حال الأم اللي محاوطة ولادها من كل اتجاه كإنها بتلف حوالين ولادها طول الوقت، الأم اللي بتخاف على ولادها من الهوا ومش بتستحمل إنهم يجربوا ويكتشفوا من باب الخوف عليهم.
إيه أسباب اللي بتخلينا نستخدم طريقة الهيليكوبتر في التربية من غير ما نحس؟
- الخوف من النتيجة: كتير بنخاف نسيب ولادنا يجربوا فيفشلوا أو ما يقدروش يحققوا اللي بنحلم بيه أو حتى اللي هم بيحلموا بيه.
- الخوف عليهم من المشاعر السلبية: أوقات من كتر حبنا لولادنا بنكون عايزين نحميهم من أي مشاعر حزن أو إحباط، فبنجري نلحقهم في أي موقف أو مشكلة يقعوا فيها ونحلها مكانهم.
- تجربتنا الشخصية: بعض الأهالي اللي بيكونوا عانوا في طفولتهم من الإهمال أو نقص في الحب والاهتمام، بيبقوا مش عايزين ولادهم يتعرضوا لنفس التجربة وبيكونوا متخيلين إنهم بتدخلهم الزايد في حياة أطفالهم هو علامة الحب والاهتمام.
طيب إيه اللي ممكن يكون بيعمله طريقة الأم أو الأب الهيليكوبتر في ولادهم؟
محاولتنا المستمرة لحماية ولادنا وللتجربة مكانهم أو منعهم من تجارب معينة في الحياة من باب إن أنا جربت الحاجات ده وبافيدك بخبرتي فمش لازم تجرب أو تتألم مثلًا ده بالظبط كإننا حابسين ولادنا جوه كريستالة من إزاز وخايفين عليها لا تتجرح أو تتكسر وسايبينهم يتفرجوا على الدنيا من جواها هي بس، من غير ما يتفاعلوا مع الدنيا ويجربوا ويقعوا ويقوموا فيها بجد.
متخيلين اننا لما نخليهم يعيشوا طفولة “خالية من أي حاجة صعبة” هنضمن لهم مستقبل سعيد وإننا هنخليهم ياخدوا كفايتهم من السعادة ويقدروا يتحملوا الحياة الصعبة في المستقبل. بس علماء التربية أثبتوا عكس كده دول كمان بينصحوا بمبدأ أساسي في التربية اسمه “Let them suffer” يعني إننا نسيب ولادنا يعانوا ويعافروا في الدنيا شوية ونكون في ضهرهم بنساعد ونسند مش واقفين في وشهم ومحجزين بينهم وبين الدنيا.
تدخلنا الزايد في حياة ولادنا بيأثر كتير على ثقتهم في نفسهم وبيخليهم دايمًا حاسين إنهم مش هيعرفوا يتصرفوا لوحدهم، ده غير إنه بيخليهم واقفين مكانهم حتى مش قادرين يكتشفوا نقط تميزهم واهتمامتهم.
مهما ولادنا اتفرجوا على الدنيا من عينينا احنا ومن خلال تجاربنا وكانوا دايمًا عارفين إن الحل عندنا مش محتاجين يتعبوا أو يتحملوا المسؤولية ويدوّروا هم على حلول، هيجي لهم يوم وهينزلوا الملاعب وحمايتنا الزايدة ليهم مش هتفيدهم بحاجة وقتها، خبرتهم وقتها هتكون أقل بكتير من اللي في سنهم وساعتها بس انتم وهم هتكتشفوا إن فايتهم كتير ما كانوش هيتعلموا غير بالاحتكاك الحقيقي بالدنيا.
عشان كدة افتكري دايما إنك تكوني في ضهر إبنك بتشجعيه وتدعميه وتدخلي بس وقت اللزوم سيبيه يجرب ويستكشف من غير ما تخافي عليه من المحاولة ومن الفشل وانتي مش كابسة على نفسه وفوق دماغه بتفكري له وتتصرفي له وتكعبليه وانتي مش واخدة بالك.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك