في كل بيت وفي كل أسرة تقريبًا بتيجي شكوي أنه فيه طفل مش عايز يسمع الكلام وماشي بدماغه زي ما بيقولوا واحنا بنقول عليه أحيانًا الطفل العنيد، دي بتبقى مشكلته من وجهة نظرنا إنه عايز يعمل الأمور زي ما هو شايف مش زي ما احنا بنطلب منه، من هنا بييجي الصراع بيننا وبينه.
حابة في الأول خالص إني أحط الأمور في نصابها.. وهي إني بدل ما أقول الطفل العنيد أقول الطفل اللي بيرفض أنه يستجيب لأوامرنا أو الطفل اللي بيكون له رأي في أي موضوع بيملي عليه.. كل دول بدل كلمة الطفل العنيد لإن للأسف لما باقول كده بوصم الطفل بصفة ممكن ما كانتش فيه ونتيجة بس لإني مش عارف أتعامل معاه لقبته بالصفة دي هيبقى عنيد فعلًا وهو في الأول ما كانش كده.
محتاجين نفهم في الأول إن العناد ده تصرف على السطح وراه احتياج عند الطفل غير ملبَّى أو مشكلة في علاقتنا بيه الاحتياج ده في الأغلب هو إنه محتاج يكون له رأي في اللي بيعمله بشكل أكبر وأنه يكون متشاف وده اللي هيريحه. كمان محتاجين نفهم أننا عايزين ابن يكون متعاون ومشارك مش منصاع .. فيه فرق لإن دي أول بذرة في الشخصية الضعيفة اللي مش هتعرف تواجه الحياة. من هنا تبدأ سياسة التعامل اللي هتساعدني كمربي إن ابني يكون متعاون ومشارك
بس قبل ما نعرف السياسة العامة محتاجين نعرف كام معلومة
أولًا
الأطفال وخصوصًا بين السنتين أو السنتين ونص بيبقى عدم الانصياع للأوامر عندهم – أحد مظاهر التطور بمعنى إنه بدأ يكون له اختيار ويقدر يقول لا أو نعم على حاجات – وبدأ الاستقلال عن الأم والأب وبدأ يبقى له رأي ومن هنا بيبدأ الصراع على السلطة بين الطفل والوالدين لو ما تمش احتواء هذا التطور الطبيعي بالشكل المناسب.
ثانيًا
فترة المراهقة وتكوين الهوية وتحديد اختياراته الخاصة وهي خروجه من طور الطفولة لطور المراهقة فترة بيحس فيها الأب والأم إن ابنهم بيعاند فيهم وماشي يقول لهم لا. وبالتالي مراعاتنا لمراحل نمو الطفل واحتياجاته في كل مرحلة هيسهل علينا تقبل التصرفات اللي احنا بنوصفها بالعند وإننا ما ناخدهاش على محمل شخصي ونفهمها بشكل أعمق من التصرف الظاهري للموقف. نيجي بقى لبعض المعتقدات الخطأ واللي على أساسها بنتعامل بيها مع عدم موافقة الطفل على أنه يسمع الكلام أو مع تصرفات الطفل اللي مش بيرضخ بسهولة لأوامرنا.
الاعتقاد الأول:
اعتقاد إن القسوة والشدة على الطفل هتخفف المعاناة ولكن العكس هو اللي بيحصل. وبالتالي محتاجين نستبدل القسوة بالمرونة مع الطفل في المراحل المختلفة اللي بيكون فيها عدم الاستجابة لأوامرنا لبعض التصرفات صورة طبيعية للتطور العقلي والوجداني للطفل ونقدم له اختيارات تكون من البداية مناسبة لينا، لكن في نفس الوقت، عرضها على الطفل بتخليه يحس إنه مسيطر على الأمور وإن له إرادة في اللي بيعمله
الاعتقاد التاني:
أحيانًا احنا والطفل في وقت نوبة الغضب والطفل متضايق وبيعيط أو بيصرخ، بنبدأ في شرح الأسباب والكلام بالمنطق، معتقدين إن ده هيقلل من النوبة والعكس اللي بيحصل وبالتالي محتاجين نستبدل الكلام بالمنطق والعقل بالكلام المختصر في هدوء. وده لإن الأطفال في السن الصغير لغاية ست سنوات لسه إدراكهم العقلي ما وصلش إنهم يربطوا السبب بالنتيجة.
الاعتقاد الثالث:
الانفعال على الأطفال في نوبات الغضب ممكن يكون مفيد، وده العكس تمامًا. لإن الطفل من سن سنتين لسن ٦ سنوات بيصرخ وممكن ده يحصل كتير لإنهم مش عارفين يعبّروا لفظيًا عن مشاعرهم ومش عارفين يتعاملوا مع المشاعر دي. وبالتالي “النمذجة” أفضل طريقة أبيّن لابني ازاي يتعامل بهدوء وإن شعوره طبيعي لكن طريقة تعبيره غير مقبولة ومنها أظهر له الطريقة الصح من كوني ثابت وباتعامل به.
نبدأ بقى في سياسة التعامل مع الطفل اللي مش بيرضخ ويسمع كلامنا أو يستجيب لأوامرانا، أو نوبات الغضب اللي بتيجي أحيانًا للطفل. المفتاح هو إيجاد طرق لمساعدتهم على توجيه طاقتهم إلى شيء إيجابي، بدلاً من سحق أرواحهم.
ازاي أتعامل مع الطفل في الحالة دي؟
أول خطوة – أقر مشاعره
إني أقول له إن الموضوع يضايق فعلًا وانت عندك حق .. إقرار مشاعر الطفل أول خطوات التواصل لإنه بيحس إنه متشاف ومسموع.
تاني خطوة
أوضح له السبب ورا طلبي – خطوة الاجوبه اللي من نوعيه (هو كده) او (مش مهم السبب) او (انا معرفش المهم تعمل اللي قولتلك عليه) مش بتكون كافيه انها تقلل حده الغضب عند الطفل
ثالث خطوة
اقدم باختصار و بشكل واضح بردو الموقف
يعني اشرح له مثلا أسباب انا ليه مش موافقه ده هيوصل للطرف التانى أن الرأي ده مش متعلق بحرمانه هو شخصيا من شئ معين و إنما فيه سبب وجيه لرأيك
فيه حاجات علي سبيل التنبيه محتاجين نعرفها عن الطفل اللي عايز يكون له رأي عشان تساعدنا في تطبيق سياسه التعامل معاه وهي:
_ الطفل اللي مش بيكون عايز يسمع الكلام بيكون مناظر جيد
بيقدر يشوف الثغرات أو الاستثناءات و عشان مندخلش معاه في لعبه او صراع
محتاجين ا أننا نحدد العواقب لاي موضوع عشان الطفل يفهم إمتا تعدي حدوده – و ده بيكون في شكل تحذير أولي و إخباره بعواقب الامر إذا لم يلتزم بما هو مطلوب منه
_ الطفل اللي مش بيستجيب لاوامرنا متعب جدا
فماتتعبش نفسك و تصر علي إقناعه بعمل شئ هو مش عايز يعمله و عشان أوفر طاقتي المهدره
بدل ما يكون طلبك في صيغه أمر اديله اختيارات اتنين او ثلاثه بالكتير ده هيحسسه بالقوه و يقلل من حاجته للتحكم في كل شئ ..المهم تكون الاختيارات مناسبة لك كام أو أب
_ الطفل اللي عايز بتكون عنده رؤيه
عايز يمشي الدنيا علي مزاجه و عشان نتجنب الصراع علي السلطه بينا و بينه نحاول نركز بس علي قواعد الأمور الهامه و الأمور التانيه اللي مش بنفس الاهميه نتساهل فيها و نعديها للطفل
_ الطفل العنيد بيبقي شاطر قوي في أنه ينقي الحاجات اللي علي مزاجه و يتجاهل اي حاجه تانيه
عشان ده ميحصلش أو نقلل من حدوثه و لو بنسبه ..ابقي قد كلمتي يعني لما اقول حاجه انفذها و لم انفذ حاجه يبقي هو اللي قلته عشان يتأكد انك مش بتهوش و خلاص و هنزل علي مفيش في الاخر
_ الطفل العنيد عنده جمله بيكررها في اغلب الاوقات و هي انت مقلتش الكلام ده او احنا مااتفقناش علي كده
فعشان متحصلش لخبطه خلينا واضحين في توقعاتنا و تكون محدده بوقت و كمان ملحق بيها العواقب عشان يبقي عارف لما مايحصلش اللي انت متوقعاه هيبقي ايه النتيجه ..مثال علي كده نازلين رايحين مشوار هقوله متوقعه انك تلبس خلال ربع ساعه و لو محصلش كده هسيبك و هنزل لوحدي . ..هنا كل الموضوع واضح عشان مايتحججش
المصادر
التعليق باستخدام حساب فيس بوك