من فترة كنت واصلة لمرحلة تحت الحضيض بشوية، على المستوى النفسي والبدني، وفي التوقيت ده كنت حاسة إن مفيش أمل على أي مستوى، نفسيًا كنت زعلانة جدًا، ومكتئبة. وبدنيًا كنت منهارة فعلا أقل مجهود بيتعبني وما عنديش طاقة للمشاوير اللانهائية اللي لازم أعملها كل يوم، لحد لما صادف إنه راحة بالي قررت تدلع الموظفين وتنظم ليهم ورشة عن نمط الحياة الصحي، قدمها لينا كابتن أحمد بيومي، الصيدلي وخبير اللياقة البدنية واللي ورشته فرقت معايا لدرجة إنها نقلتني من الحضيض لأول الطريق اللي بدأت أستعيد معاه نفسي.
قال لي ما تلعبيش رياضة!
كنت متصورة إن كابتن اللياقة البدنية لما يعرف إني مش بالعب رياضة ممكن يطردني من الورشة، لكن المفاجأة إني لما جه دوري عشان اتكلم وحكيت عن يومي قد إيه صعب وكله تفاصيل مخلياني واصلة لبعد الآخر بشوية، كانت نصيحته ليا هي أغرب نصيحة على الإطلاق، قالي: “مش صح تشتركي في جيم دلوقتي” وجهة نظر كابتن أحمد إنه أنا حياتي مضغوطة وما فيهاش توقيت لأي حاجة تقريبًا مع ضغط الأطفال الصغيرين والشغل وحاجات تانية كتير، وإني إذا اشتركت في جيم ده هيكون عبء نفسي زيادة عليا بدون أي عائد، لأني أكيد مش هالتزم وبالتالي هاكتئب أكتر! وبدأ يركز معايا على المشاكل الحقيقية اللي مسببة ليا الضغط الشديد اللي كنت فيه.
اقري كمان: ليه ممارسة المشي في البيت مهمة
قال لي نامي!
النصيحة التانية كانت غريبة جدًا برضه بالنسبة لناس كتير، لما كابتن اللياقة البدنية يطلب منك إنك تنام، ومش بس تنام، لأ تنام كويس جدًا، وتشبع نوم. وجهة نظره كانت إنه إذا أنا مش نايمة كويس، نظام الحرق والتمثيل الغذائي مش هيشتغل كويس وبالتالي هيحصل عندي تراكم دهون، والعكس صحيح، لما ننام ونشبع نوم ونبطل –كأمهات- بشكل أو بآخر النوم المتقطع، ده هيكون أحسن كتير لجسمنا.
الحقيقة إن قلة النوم مش بس بتبطئ الحرق، لكن كمان بتخلي الأعصاب شايطة والواحد متنرفز طول الوقت تقريًبا وده بيدخلنا في دوامة تانية هاحكيها بالتفصيل.
الضغط كلمة السر
واحدة من أسباب تراكم الدهون في منطقة البطن هو الضغط العصبي والتوتر الشديد. وطبعا مع قلة النوم وعدم التركيز في نوعية الأكل، بتبدأ الدهون تتراكم في أجزاء معينة في الجسم أكتر وبنبدأ نحس إننا مستحيل هنخس مهما عملنا. كابتن أحمد قال لي إن الشطارة الحقيقية إني أحط إيدي على الأسباب اللي بتعمل ليا توتر وأحاول أحلها وده أولى كتير من الجيم ومن أي حاجة تانية في التوقيت ده.
ابدأي بالمتاح
انتبهت بعد الورشة إني باعمل رياضة فعلا بدون ما أحس، زي إني بروح أوصل ولادي الاتنين الصبح بدري للحضانة والمدرسة وده مجهود، لما اشتريت ساعة ذكية بعد كده، عرفت إنه تقريبا 8آلاف خطوة في حين إنه الحد الأدنى للنشاط البدني هو 6 آلاف خطوة في اليوم مفروض نحافظ عليهم، وطبعا الرقم ده بيزيد لو اضطريت اوصل ولادي للتمرين اللي بدأت ما اركبش وأنا رايحة له وأخد أولادي وأمشي عشان أحافظ على حركتي.
كمان بدأت انتبه للحاجات اللي بتسبب قلق كتير لبنتي أثناء النوم وبالتالي بتخليها تصحى كتير وتصحيني معاها، ومع الساعة الذكية اكتشفت إن معدل نومي اتظبط من بعد متوسط 3 ساعات لـ 7 ساعات وده كان إنجاز كبير انعكس على تركيزي وشكلي وصحتي. لسه باكافح عشان احافظ على النوم، ساعات بانجح وساعات باقضي ليالي كاملة بدون نوم. لكن المجمل ما بقاش بنفس درجة السوء بتاعة الأول وده في حد ذاته نجاح عظيم.
رفقا بنفسك
أكتر حاجة استشفيتها من كلام كابتن أحمد إن الشطارة مش إننا نكون قاسيين مع نفسنا، لكن إننا نكون عندنا درجة من اللطف والتسامح عشان نقدر نكمل، وندور على الأسباب الحقيقية اللي بتحطنا في مشاكل تخص الالتزام بالأكل، أكتر من إننا نجبر نفسنا أو نتقشف فننتكس بسرعة بعد ما نكون اتحسننا وبدأ مشوار الحياة الصحية.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك