– الميس عاقبتني النهارده
– ليه؟ تلاقيك عملت مصيبة!
– الكابتن زعق لي في التمرين
– تستاهل! أكيد كنت بتتدلع كالعادة!
– أختي ضربتني
– ليه؟ استفزتيها بإيه انتي كمان؟!
ردود كفيلة تقفل بلد الحقيقة، مش تقفل مننا العيال بس. واحنا مش محتاجين في الوقت ده غير إننا نعملهم “إقرار لمشاعرهم” وبس. كلمة “إقرار المشاعر” بقى لنا كتير بنسمعها ونقراها، ومعظم خبراء التربية والصحة النفسية بيقولوها وينصحوا بيها في تعاملنا مع بعض ومع ولادنا وأزواجنا وأصحابنا وغيره.
إيه المقصود بإقرار المشاعر ده؟ وإيه أهميته؟
- إقرار المشاعر معناه قبول المشاعر واحترامها وعدم إنكارها، هي إنك تبقي عارفة إن اللي قدامك غضبان أو غيران أو مكسوف ومحترمة ده ومتقبلاه حتى لو مش موافقة عليه.
- إقرار المشاعر هي إني أحط نفسي مكان اللي قدامي بجد مش أي كلام، وأقدّر إن اللي حاسس بيه ده طبيعي وحق مشروع له، لإن كل المشاعر مشروعة.
- إقرار المشاعر، في رأيي، من أكتر الطرق الفعالة والداعمة في التواصل بين البشر.
طيب نطبق “إقرار المشاعر” ازاي وإمتى؟
- تبقي موجودة:
أهم وأول خطوة هي إنك تبقي موجودة ومركزة مع اللي قدامك بجد من قلبك، باصة له مش باصة في الموبايل، وبتسمعي له بانتباه من غير مقاطعة. مش لازم تقولي رأيك أو تتكلمي، مجرد حضورك العقلي والجسدي الكامل. ده كافي في أول خطوة في قبول وإقرار المشاعر.
- ترجمي اللي سمعته:
“إنت زعلان قوي عشان صاحبك ما لعبش معاك” \ “انتي حاسة بالخجل عشان الميس أحرجتك قدام أصحابك”.
يعني أختصر كل الحكاية اللي بنتي \ ابني حكوها في تلخيص للشعور اللي حاسين بيه وسببه، أوقات لو فعلًا مش حاسين بيهم من قلبنا أو مقدرين مشاعرهم. الطريقة دي بتبان مصطنعة شوية، كأننا حافظين مش فاهمين، فنحاول من الخطوة اللي قبلها لما نسمع من قلبنا كلامهم هيوصل لقلبنا.
- نسيبهم يعيشوا المشاعر ده:
لما ولادنا ييجوا يشتكوا أو يحكوا لنا على مشكلة، هم مش بيبقوا محتاجين مننا غير إننا نسمع بجد.مش مستنيين الحل على قد ما مستنيين الحضن، مستنيين نسألهم حسوا بإيه لما ده حصل ونقول لهم إننا فاهمين اللي حاسين بيه قبل ما نوجّه وقبل ما ننط في دور المنقذ أو حلال العقد حتى لو هم غلطانين.
إني أهجم عليهم وهم مشاعرهم مسيطرة على تفكيرهم كإني بالظبط باقول: “يا ابني ما تجيش تحكي لي حاجة تاني عشان أنا ما عنديش غير المحاضرات والهجوم بس، يا هانقذك يا هاهزئك، روح دور على حد يسمعك بعيد عني”. محتاجين بس نقفل بقنا شوية وندّي نفسنا فرصة نسمعهم ونتواصل من قلبنا معاهم ونسألهم ممكن يحلوا مشكلتهم دي ازاي.
ولو الموضوع طبعًا يستحق إنك تتكلمي أو تساعدي الطفل، اعملي كده طبعًا بس بعد ما تسأليه: “تحب تسمع رأيي؟ ولّا مش مستعد دلوقتي؟” فكرة الإقرار هي إني أسمع وأصدق من غير أحكام أو هجوم. وفي نفس الوقت مش لازم يكون عندي حل. أنا مش باسمعهم عشان أنقذهم، أوقات الطفل بيكون حابب يتكلم ويفرّغ مشاعره بس من غير أي تعديلات أو حد يلحقه، فسيبوهم يعيشوا المشاعر كلها من غير ما تخافوا يتوجعوا، وجودنا جنب ولادنا وقبولنا ليهم في الأوقات الصعبة هو ده المهم.
الأطفال اللي بتبقي فاهمة مشاعرها ومتعلمة تعبر عنها بطريقة صح، بيكبروا وهما فاهمين نفسهم وقادرين يتواصلوا بسهولة مع غيرهم.
مصادر:
Positive Discipline
Positive Psychology
التعليق باستخدام حساب فيس بوك