محتويات المقال
صحيح بنتي لسه ما كملتش سنتين لكن زي أي أم بتواجهني أسئلة وجودية كتير جدًا، ومن فترة مش قصيرة اصطدمت بسؤال كان بالنسبة لي محير جدًا: “يا ترى ليه الأمهات بتكون عاوزة بناتها تتجوز بعد كل التعب والبهدلة اللي الأمهات بتشوفها في رحلة الجواز والخلفة؟”
اقرأي أيضا: تجربتي مع التنمر: ليه بيتنمروا على أولادنا قصادنا؟
سؤال مستفز
السؤال ده كان مستفز جدًا بالنسبة لي، إيه الفكرة اللي تخليني أتمنى لبنتي بدل ما تاخد بالها من نفسها وحياتها وتكون متفرغة تمامًا لشغلها ونفسها، إنها تكون مسؤولة عن بيت وأطفال، إيه اللي يخليني أتمنى لها إنها تسهر ليالي طويلة بدون نوم ولا راحة عشان بيبي مش قادر ولا عايز ينام إلا لما هي تفضل واقف ورايحة جاية بيه طول الليل؟
راحة بنتي بالدنيا
الأفكار دي كلها خلتني أوعد نفسي بضمير مرتاح إني عمري في حياتي ما هاتكلم معاها في مسألة الجواز، صحيح مش هخليها تكره الموضوع لكن كمان حقيقي مش هاكون من الأمهات اللي هتموت وبنتها تتجوز لإن راحة بنتي عندي بالدنيا كلها.
إجابة من القدر
في يوم، قررت آخد الولاد ونروح حديقة مفتوحة عشان يلعبوا في حديقة مفتوحة، وهناك يونس ابني الكبير قرر يتخلى كليًا عن أخته وينطلق كإنها مش موجودة وهي فضلت واقفة بلا حول ولا قوة في مكان أول مرة تزوره في حياتها، كنت حريصة أراقب المشهد من بعيد وما اتدخلش أبدًا، عشان أقدر أعرف كل واحد فيهم هيتصرف ازاي.
سلمى فضلت تتأمل الكيان الضخم اللي الأطفال بيطلعوا عليه وينزلوا يتزحلقوا وهم سعداء جدًا ويرجعوا يعيدوا العملية دي بالكامل مرة تانية. فجأة لمح حيرتها من بعيد طفل ما يكملش 8 سنين، وقرر إنه يتدخل وأخد بإيدها وابتدى يساعدها تطلع ويوريها هينزلوا ازاي ولما يلاقيها بتضحك يصقف بفرحة ورغم إن المكان كان خلاص هيقف لكنه ما كانش مهتم زي باقي الأطفال يلعب أكبر قدر ممكن، قد ما كان همه يستناها لحد لما تقوم وتقف بالراحة، لإنها حبيبتي أدائها بطيء جدًا بحكم صغر سنها. للحظة حسيت بسعادة غريبة جدًا، إن فيه حد غيرنا في الدنيا بياخد باله من بنتي وبيحافظ عليها.
إحساس غريب
طبعًا هم أطفال لكن إحساس إن فيه حد حريص على بنتي ومهتم يخليها مبسوطة بالشكل ده خلاني افتكرت السؤال اللي كنت باسأله لنفسي قبلها، لإني للحظة اتمنيت إن بنتي في المستقبل تلاقي شخص يحبها ويكون حريص على سعادتها وسلامتها بالشكل ده، اتمنيت إن بنتي تتجوز في المستقبل إنسان بمواصفات أساسية زي الحنية والطيبة والجدعنة والشهامة والإحساس بالمسؤولية واللطف.
“اتمنيت بنتي تتجوز في المستقبل” الجملة دي خضتني لأني من فترة قصيرة جدًا كنت كارهة الفكرة بالكامل وشايفاها محض بهدلة. لكن الطفل الصغير اللطيف اللي في حديقة الأطفال فكرني بحاجات كتير كنت نسياها ومش شايفاها، لإنه قصاد البهدلة والسهر، فيه طفل بينام بعمق وبيكبر يوم بعد يوم بسعادة، قصاد الإنهاك في تفاصيل اليوم في حياة بتتكون ومخ بيكبر وقلب يساع الدنيا كلها بيحضنني بحب ويقول “شكرًا يا ماما”، ازاي هي ممكن تتحرم من مشاعر زي دي؟
عرفت السر
فجأة افتكرت الكلمة اللي كل أم بتقولها في الدنيا: “أنا مش هاعيش لكم للأبد.” ده حقيقي، أنا مش هاعيش لبنتي أحافظ عليها وأراعيها للأبد، ولا أم عريس بنتي المستقبلي هتعيش له للأبد عشان تحافظ عليه وتراعيه، في اللحظة دي فهمت بجد ليه الأمهات بتكون ملهوفة عشان ولادها يتجوزوا، ليه بيقولوا الجملة الشهيرة “نفسي أطمن عليكي”.
أنا كمان فجأة لاقيت نفسي بجد عاوزة أتطمن على بنتي إنها مع إنسان فيه مواصفات الطفل الجميل اللي شوفته صدفة ويمكن عمري ما اشوفه تاني، إنسان ياخد بإيدها وتاخد بإيده، ويعيشوا سند حقيقي لبعض في حياة قاسية ميراثنا الحقيقي فيها هو الونس.
اقرأي أيضا: رسالة لبنتي ماتخافيش مني واحكيلي
راحة بالي هي منصة لراحة كل أم، انضمي لأكبر وأهم مجتمع دعم للأمهات في مصر هنا. وفري احتياجاتك ومصاريفك اليومية من خلال كارت خصومات راحة بالي هنا. اخسري وزن الحمل والرضاعة وكلي أكل صحي في برنامج رياضي ونظام غذائي متفصل على احتياجاتك هنا.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك