محتويات المقال
من شهرين فاتوا، كان عندنا حياة متعودين عليها بقى لنا سنين وسنين، ما نعرفش غيرها لا احنا ولا ولادنا، كنا بنشتكي من سرعة رتم الحياة ونتمني نفصل شوية، كان كتير مننا مش بيروح بيته غير علي النوم، بس يا تري كنا مبسوطين ولّا كنا متعودين؟ لما أزمة كورونا هجمت علي حياتنا وقعدنا في بيوتنا، ووقّفنا كل حاجة وكل متعة كنا متخيلين إننا ما نعرفش نعيش من غيرها، فكرنا كتير وراجعنا حساباتنا، ويمكن كمان اتعودنا على حياتنا الجديدة. بس في نفس الوقت مشتاقين لحاجات كتير كنا عايشينها، لزحام الدنيا اللي بنشتكي منه. كل واحد فينا بقى عنده حلم أو حدوتة في دماغه بيفكر فيها ومستني يحققها بعد الأزمة.
بعد ما كانت أحلامنا دايمًا كبيرة ولبعيد قوي، جت أزمة كورونا وعلمتنا نعيش اللحظة، ونتبسط بأبسط الحاجات وغيرت كتير في أولوياتنا وأحلامنا! في المقال ده، هنشارك معاكم الأحلام البسيطة اللي بتتمناها بعض من أمهات راحة بالي بعد انتهاء أزمة كورونا.
رضوى مدرسة مساعدة في الجامعة وأم لبنتين تاليا وصوفيا، شاركتنا بأحلامها اللي اتغيرت كتير بعد أزمة كورونا:

الأمهات وكورونا – Via: Radwa Sameeh
بنتى الصغيرة تمت ٧ شهور ومش عارفة أخرجها وأوريها الدنيا. ما تعرفش من الدنيا غير البيت ومامتها وباباها وأختها وحتى ماليش معاها صورة حلوة عشان أول ما تمت ٤ شهور وكنا هنبتدي نخرج، اتحبسنا. نفسي قوي ابتدي أخرج بيها وأوريها الشمس والهوا زي ما كنت باعمل مع أختها. باحلم نرجع نروح النادي كل يوم خميس وناكل ونلعب ونشوف أصحابنا ونقضي اليوم بدون خوف أو قلق، ونرجع نسافر أي وقت وأي مكان من غير ما نخاف على نفسنا، بحلم أرجع أحس إن بنتي مبسوطة ومنطلقة. بجد أكتر حاجة نفسي فيها إن بنتي ترجع المدرسة والتمرينات وتمارس حياتها بصورة طبيعية.
سمر صيدلانية وأم لأحمد (10 سنين) وفريدة (6 سنين) قالت لنا

الأمهات وكورونا – Via: Samr Hany
أنا أكتر حاجة واجعاني إن جوزي في بلد تانية بعيد عننا، لا احنا عارفين نروح له ولا هو عارف يرجع، باحلم إن عيلتي الصغيرة تتجمع تاني، ونكمل حياتنا مع بعض وأشوف جوزي وهو داخل على ولادي قبل العيد بالهدايا واللعب اللي بتفرحهم، وأشوفه بيلعب معاهم وأسمع ضحكهم، حاجات بسيطة كنت فاكراها عادية ومضمونة، بس دلوقتي بالنسبة لي بقت حلم بادعي يتحقق كل يوم.
أما شيرين Trainer co-ordinator وأم لسليم (سنة ونص)، فبتقول:

الأمهات وكورونا – Via: Sherine
أول حاجة باحلم بيها إني أشوف أهلي وقت ما احب واحضنهم. دي نعمة الواحد ما كانش حاسس بقيمتها خالص، وتاني حاجة نسافر دهب نفصل شوية، وارجع تاني بقى آخد سليم وانزل الصبح أتمشي بيه في شوارع المعادي أو أوديه النادي وبعدين أروح أشرب قهوتي في مكاني المفضل من غير ما أمشي بكمامة والكحول في إيدي. بادعي ربنا إني أرجع أعيش يومي الروتيني تاني اللي ما كنتش أعرف قد إيه هو نعمة كبيرة مش واخدين بالنا منها.
رشا، بتشتغل في مجموعة mbc وأم لـكريم (5 سنين) شاركتنا:

الأمهات وكورونا – Via: Rasha Essam
أنا نفسي بس أرجع لحياتي الطبيعية. أودي ابني الحضانة وأروح شغلي وارجع مش ملاحقة أعمل إيه ولا إيه، واروح الكورس والجيم، واروح أرتاح في حضن مامتي، واتجمع مع أخواتي وأصحابي زي زمان. نفسي نخرج نروح النادي وكريم يلعب على المرجيحة ويجري ورا صحابه من غير ما أخاف عليه حرفيًا من “الهوا”. نفسي يرجع العيا دور البرد، حاجة بسيطة، مش شبه كارثة زي دلوقتي. نفسي بس زمان يرجع وترجع أيامه.
سالي طبيبة أسنان وأم لزيدان (7 سنين) وعمران (3 سنين) بتقول:

الأمهات وكورونا – Via: Sally Mohsen
حلمي بعد كابوس الكورونا ما يخلص إن شاء الله إني أرجع أقوى من زمان وأكون شخصية بتحب المغامرة أكتر. أجرب كل اللي كنت باخاف منه وبأجله وأقول بعدين، لأن الأزمة دي علمتني إن مفيش بعدين! وإني لازم أكون قدام ابني البني آدم اللي باحلم يكونه لما يكبر. عشان كده بدأت معاه حلمي في الرسم اللي بقى لي سنين مأجلاه وملينا حيطان البيت رسم وألوان لأول مرة من غير ما أخاف من الفشل أو إنها تبوظ. وباشكر أزمة كورونا إنها ساعدتني أتخطى خوفي من الفشل وباحلم أكمل بعد الأزمة وابدأ أعمل الحاجة اللي باحبها.
ودي كانت أحلام بسيطة لامهات ما كانوش يتخيلوا في يوم إن ده هيكون أقصى أمانيهم في الدنيا. أما أنا، فباحلم إني أروح أترمي في حضن أبويا وأمي من غير ما أخاف عليهم، أسيب ولادي يجروا يحضنوا باباهم وهو راجع من شغله من غير ما أترعب وأخبيهم لحد ما يتعقم! حلم بسيط والله، نفسي بس أعيش تاني من غير خوف وقلق من المجهول!
وانتي شاركينا بتحلمي بإيه بعد أزمة كورونا؟
التعليق باستخدام حساب فيس بوك