محتويات المقال
أوقات بنضغط على ولادنا نتيجة لضغط الناس علينا أو عشان خايفين على منظرنا قدام الناس أو عشان متخيلين إن ده الصح وإنه مالهش طريقة غير طريقتنا اللي نعرفها. وبننسي واحد من أهم مبادئ التربية الايجابية وهو إن ولادنا كائن مستقل بنفسه له حقوق وله طريقة معينة في التعبير عن نفسه وبيبني خبرة خاصة بيه بحدوده وأفكاره مش خبرتي أنا الشخصية. حاجات مطلوب فيها مني أوجهه وأنوّر له الطريق لكن من غير ما أجبره.
في المقال ده، هنقول لك على خمس حاجات مش من حق أي أم فينا تفرضها على ولادها أو تغصبهم عليها.
مش من حقي أجبر بنتي أو ابني يسلموا أو يبوسوا حد وهم مش عايزين:
ساعات بنلاقي نفسنا بنقول “سلم كويس على عمو” أو ” يالّا إدي لطنط حضن كبير” ونجبر الولاد إنهم يحضنوا ويبوسوا ناس معينة وهم رافضين أو مش بيحبوا أصلًا التلامس الجسدي أو بيتكسفوا أو أيًا كان أسبابهم. في الحالة دي، لازم أحترم حدود جسمهم اللي هم مرتاحين فيها وما أجاملش الناس على حساب ولادي.
مش من حقي أجبر طفلي إنه ما يعيطش أو ما يغضبش:
“بطل عياط” أو “إياك أشوفك بتعيط أو متعصب كده تاني” أو “الرجالة ما بتعيطش” أو جمل تانية كتير فيها تهديد أو تقليل من مشاعر الطفل أو إجبار إنه ما يعبرش عنها. مش من حقي إني أنكر على طفلي مشاعره مهما كان نوعها: غضب، غيرة، خوف، أي مشاعر مشروعة ومن حقه يحسها ويعدي بيها.
لكن طريقة التعبير عن المشاعر هي اللي من حقي أحط لها حدود وأدرّبه على التعامل صح مع مشاعره السلبية.
مش من حقي أجبر طفل صغير على مشاركة لعبه وحاجته مع غيره:
الدراسات بتقول إننا ما نقدرش نطوّر مهارة المشاركة والتفاوض عند الأطفال قبل سن 3 لـ4 سنين. يعني ما ينفعش أطلب من طفلة عندها سنتين تلاعب الضيوف بلعبها حتى لو هي رافضة، وابدأ أهددها إن لو ما شاركتش ألعابها، هامنعها خالص من اللعب أو إن الولاد مش هيحبوها ومش هيلعبوا معاها تاني.
لو فكرنا كويس في الموقف، هتلاقي نفسك بتجبري بنتك عشان شكلك قدام الضيوف ما يبقاش وحش، عشان محدش يقول عليكي “مش عارفة تربي” أو على بنتك حاجة. لكن في الحقيقة أنتِ بتضغطي بنتك ضد فطرتها عشان تجاملي الناس.
مش من حقي أجبرهم على أكل معين أو لبس معين أو أصحاب معينة:
الكلام ده مش معناه إننا نسيب ولادنا من غير ما نربي ونوجه، لكن المقصود منه هو عدم الإجبار. أي حد فينا مش بيحب يبقى مضغوط ومجبر يعمل حاجة غصب عنه. ده فطرة ربنا خلقنا عليها ولو نفذنا المطلوب مننا بإجبار، هنستنى أول فرصة نهرب من اللي بنعمله ونوقفه، ده بالظبط اللي بنعمله مع ولادنا.
مش من حقي أغصب عليه نوع أو كمية أكل معينة. من حقه يقرر إيه اللي يدخل جسمه وإيه لا.
كل اللي نقدر نعمله إننا نرسم خطوط حمرا وقواعد لبيتنا. مش من حق حد فينا يكسرها ونسيب لهم بعض الحرية إنهم يتحركوا جوه القواعد والنظام ده ونوفر لهم اختيارات وبدايل تكون مقبولة بالنسبة لنا. وفي نفس الوقت تحسسهم إنهم مش في معسكر جيش، مفيش قدامهم غير تنفيذ الأوامر المفروضة عليهم.
مش من حقي أجبر ابني يلعب رياضة معينة أو يمارس هواية هو مش عاوزها:
حتى لو شايفاه موهوب في حاجة معينة، ممكن نتفق على فترة معينة أوفرها له يجرب نفسه فيها يمكن يحس إنه حاببها ويختار يكمل. لكن لو رافض حتى لو من وجهة نظري إنه شاطر، أو أنا مستخسرة تميزه، فمش من حقي برده أجبره يكمل حلمي أو يلعب نوع رياضة معين عشان الناس كلها بتعمل كده أو عشان شكلنا الاجتماعي أو أي سبب تاني.
آه، فيه رياضات مهمة زي السباحة عشان سلامته الشخصية لكن الغلط الضغط في الرياضات والبطولات على الأطفال. لازم يكونوا بيعملوا كده عشان مبسوطين وبيحبوه مش عشان أنا قررت إن ده الصح وده الأنسب لهم حتى لو غصب عنهم.
في النهاية، احنا بنعيش مع ولادنا تجربة حياتية جديدة تخصهم هم. يبنوها بخبراتهم وأفكارهم ويكونوا كيان خاص بيهم، مش صورة طبق الأصل مني أو من حلمي اللي ما قدرتش أكمله. واحنا موجودين عشان ندعم ونوجه وننور الطريق، مش عشان نضغط ونجبر ونلوم، عشان نمشي جنبهم وفي ضهرهم في الدنيا مش فوق دماغهم.
التعليق باستخدام حساب فيس بوك